من مكانة الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عند ربه:
ورسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأنه يمثِّل الأخلاق القرآنية في ذروتها وسِنامها - جعل الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -، له مكانة خاصة بين المسلمين، فهو، - صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ - لأنه تمثَّل القرآن وحقَّقه، وأصبح قرآناً، أصبح بذلك يمثِّل الحق بقوله، ويمثِّل الحق بعمله، فلا ينطق عن الهوى، ولا يعمل بالهوى.
ويقول الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - له، مُعبِّراً عن هذه الحقيقة أروع تعبير:
{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، صِرَاطِ اللَّهِ ... } (?).
ويقول تعالى لرسوله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
{قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا ... } (?).
بل إنَّ طريق الدعوة نفسه، كان، - صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ -، يسير فيه معصوماً، وكل من يسير في الدعوة على نسقه، إنما يسير بعصمة الرسول، - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، التي منحها الله إياه:
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} (?).
ودعوته إذن وطريق دعوته: يسير فيهما على هُدى،