إلى أنَّ الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يكن محروساً بوحي في المعاملات، لا بوحي مباشر، ولا بوحي سكوتي، ولا بوحي إقراري، كما ذكر ذلك في كتابه في صفحة «26» وهذه هي السقطة التي يُرَدِّدُها المُبَشِّرُون والمستشرقون وأعداء الإسلام.
والفرق أنهم يقولون: إنَّ محمداً لم يكن محروساً بوحي في جميع أقواله.
وهذا يقول: لم يكن محروساً بوحي في المعاملات.
ونتيجة ذلك أنَّ محمداً - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يكن رسولاً في المعاملات التي لم تَرِدْ في القرآن، ولم يكن مُبلِّغاً عن ربه في المعاملات التي لم ترد في القرآن، ولم يكن لجبريل - حين ينزل - شأن فيما قرَّرهُ محمد - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأمَّته في المعاملات التي لم تَرِدْ في القرآن، وبالتالي لا تكون طاعة محمد - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في ذلك طاعة لله، ومخالفته في ذلك ليست مخالفة لله.
نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن وسوسة الشيطان الرجيم.
قد يفهم الإنسان هدف من يبالغ في الاقتداء بمحمد - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كما كان يفعل ابن عمر - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - حيث كان يتحرَّى المكان الذي أناخ فيه الناقة لينيخ فيه ناقته، قد يفهم الإنسان دافعه وهدفه، فدافعه فرط حب، وهدفه زيادة الأجر.
أما الذي يدعو إلى عدم اتباعه - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في نصف أقواله وأفعاله فمن الصعب أنْ نفهم دوافعه وأهدافه، لكننا نَكِلُهُ إلى الله وإلى نيَّته، فالحديث يقول: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لاِمْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ