صَلاَتِهِ» (?). وما رواه أَيْضًا فقال: كَانَ آخِرُ كَلاَمِ رَسُولِ اللِه - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «الصَّلاَةَ الصَّلاَةَ، اتَّقُوا اللَّهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» (?).

مما سبق يتضح لنا أنَّ عوامل ثلاثة تضامنت وتضافرت في سبيل حفظ السُنَّةِ المُشَرَّفَةِ في عهد رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهذه العوامل هي: شخصية الرسول من حيث هو مُرَبٍّ وَمُعَلِّمٍ، وفوق هذا، وأكثر من هذا من حيث هو رسول رب العالمين، وَالسُنَّةُ من حيث مادتها، والصحابة وهم الطلاب الذين تَلَقَّوْا السُنَّةََ وشاركوا في تطبيقها، وتجاوبوا مع المعلم الأول والمادة مُخلصين، بقلوب عظيمة انطوت على رغبة مُلِحَّةٍ، وإرادة قوية في اتباع ما به يتم إيمانهم، ويقطع صلتهم بما كانوا فيه من ضلال. كل ذلك كان له الأثر الكبير في حفظ الصحابة لِلْسُنَّةِ دقيقها وجليلها، ثم نقلها إلى التابعين الذين نقلوها إلى من بعدهم طِبْقًا لما قاله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأصحابه: «تَسْمَعُونَ وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ وَيُسْمَعُ مِمَّنْ يُسْمَعُ مِنْكُمْ» (?).

ويمكننا أنْ نقول - ونحن واثقون مطمئنون -: إنَّ السُنَّةَ في عهد رسول الله - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - كانت محفوظة عند الصحابة جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ مع القرآن الكريم، وَإِنْ كان نصيب كل صحابي منها يختلف عن نصيب الآخر، فمنهم المُكْثِرُ من حفظها، ومنهم المُقِلُّ، ومنهم المتوسط في ذلك. ومن ثم نستطيع تأكيد أنهم قد أحاطوا بِالسُنَّةِ، وتكفلوا بنقلها إلى التابعين.

ويخطئ من يَدَّعِي أَنَّ بعض السُنن فات الصحابة جَمِيعًا بعد أنْ رأينا مدى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015