ودراستهم أحوال الرجال من حيث قبول أخبارهم أو عدم قبولها، وقد رأينا القوانين التي طبقها النقاد على كل راو لمعرفة حاله، وعرفنا سُمُوَّهُمْ وَنَزَاهَتِهِمْ في نقدهم، قال الذهبي: «وقد ألف الحفاظ مصنفات جمة في الجرح والتعديل، ما بين اختصار وتطويل، فأول من جمع كلامه في ذلك الإمام الذي قال فيه أحمد بن حنبل: " مَا رَأَيْتُ بِعَيْنِي مِثْلَ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ القَطَّانَ "، وتكلم في ذلك بعده تلامذته: يحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وعمرو بن علي الفلاس، وأبو خيثمة، وتلامذتهم، كأبي زرعة، وأبي حاتم، والبخاري، ومسلم، وأبي إسحاق الجوزجاني السعدي، وخلق من بعدهم، مثل النسائي، وابن خزيمة، والترمذي، والدولابي، والعقيلي، وله مصنف مفيد في معرفة الضعفاء ... ولأبي أحمد بن عدي كتاب الكامل ... » (?).
والمصنفون في هذا العلم لهم مناهج مختلفة في التصنيف، فمنهم من ذكر في مصنفه الكذابين والضعفاء، ومنهم من أضاف على ذلك فذكر بعض الموضوعات، ومنهم من صنف في الثقات فقط، ومنهم من صنف في الضعفاء والثقات مَعًا، ولذلك نستعرض في هذه الفقرة ما صنف في الضعفاء أو الثقات، أو ما صنف فيهما، ونفرد في فقرة خاصة ما صنف في الموضوعات. وقد جمعت في موضوع الجرح والتعديل نَيِّفًا وَثَلاَثِينَ كِتَابًا، أذكر أشهرها:
1 - " الجرح والتعديل " (?) للإمام أحمد بن محمد بن حنبل (164 - 241 هـ).