- وهو بدء الخليقة - والقادم البعيد - وهو حتى يدخل أهل الجنة منازلهَم، وأهلُ النار منازلهم - كما ذكر ما بين هذين الزمنين من حوادث وأخبار مهمة، ... ووقائع،.. وكل ذلك داخل في قوله تعالى: {إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولًٍ} ولاسيما أن المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم - بأبي هو وأمي - أُمِّيٌّ؛ لم ولن يقرأ، ولم يكتب، ولا يكون ذلك له، ولم يَطَّلع على كتب الأقدمين (?) إنما هو مِن أنباء الغيب الذي يوحيه الله تعالى إليه، ولهذا تكرر قوله عز وجل: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ} [آل عمران:44، ويوسف 108]

فإذا أضيف إلى ذلك قولُه تعالى: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} [محمد: 18] ومع هذا لم يُذكر من أشراط الساعة في القرآن شيء، إنما جاء بيانُها مفصَّلةً في السنة النبوية الشريفة، علمنا أن ما قاله صلى الله عليه وسلم ليس من عنده، لأن ذلك كلَّه من الغيب، وإنما هو الوحي غيرُ المتلو، وهو السنة. وقد توسعت في بيان ذلك في (أشراط الساعة) والله تعالى أعلم.

3- لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى بدر لتلقي عيرَ قريش، وخرجت قريش لمنع عيرها ولملاقاة النبي المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله تعالى عنهم - وذلك كله بتقدير الله تعالى ليقضي أمراً كان مفعولاً - وعده الله تعالى إحدى الطائفتين؛ العير أو النفير، فلما سلمت العيرُ، وتعين النفيرُ: صار رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربَّه عز وجل قبل بدء المعركة بيوم تنفيذَ ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015