- فإن كان قرآناً افتقر هو الآخر إلى بيان آخر أيضاً، وهكذا يحتاج القرآن إلى قرآن تالٍ ليبيِّنه، ... ويكون التسلسل.
يضاف إلى ذلك أيضاً أن مجملَ القرآن، ومعانيه، وأحكامَه، ... موجودةٌ في القرآن الكريم، وقد بيَّنها النبي المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم،كما سيأتي ذكرُ بعضه بعد قليل، إن شاء الله تعالى.
- وإن كان البيان علاوةً على القرآن الكريم - وهو الحقُّ - كان منزَّلاً أيضاً، باعتبار قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} حيث تكفَّل به، وكان هذا البيانُ المنزَّلُ غيرَ الذي نقرؤه، وهو وحيٌ أيضاً باعتبار الالتزام الذي التزم الله سبحانه وتعالى به في قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} ولا شك أن هذا البيان هو السنة؛ الموحى بها إلى النبي المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم، والله تعالى أعلم.
ومن هنا يتضح كيف أن الله جل شأنه قد وكَلَ هذا البيانَ إلى رسوله المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث قال جل شأنه {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44]
بل حصر الله سبحانه وتعالى مهمَّةَ رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في ذلك، فقال جل شأنه {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [النحل: 64]
فهذا البيانُ المُلتَزَمُ به مِن قِبل الله عز وجل، والمعهودُ به إلى النبي المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم هو من الوحي المنزَّل، باعتبار الالتزام، والعهد به إلى النبي المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم، وبه بانت السنة النبوية أنها وحي أيضاً، والله تعالى أعلم.