لَا يملك، وَمِنْهَا أَنه ظن أَن الْمَيِّت يتَصَرَّف فِي الْأُمُور دون الله، واعتقاد ذَلِك كفر - إِلَى أَن قَالَ: إِذا علمت هَذَا، فَمَا يُؤْخَذ من الدَّرَاهِم، والشمع، وَالزَّيْت وَغَيرهَا، وينقل إِلَى ضرائح الْأَوْلِيَاء تقربا إِلَيْهَا؛ فَحَرَام بِإِجْمَاع الْمُسلمين. أه. بِاخْتِصَار قَلِيل.

وَللَّه در الإِمَام الصَّنْعَانِيّ، حَيْثُ قَالَ فِي رِسَالَة تَطْهِير الِاعْتِقَاد:

(أعادوا بهَا معنى سواع وَمثله ... يَغُوث وود لَيْسَ ذَلِك من ودي)

(وَقد هتفوا عِنْد الشدائد باسمها ... كَمَا يَهْتِف الْمُضْطَر بالصمد الْفَرد)

(وَكم نحرُوا فِي سوحها من نحيرة ... أهلت لغير الله جهلا على عمد)

(وَكم طائف حول الْقُبُور مُقبلا ... ويلتمس الْأَركان مِنْهُنَّ بِالْأَيْدِي)

فَإِن قَالَ: إِنَّمَا نحرت لله وَذكرت اسْم الله عَلَيْهِ، فَقل إِن كَانَ النَّحْر لله فلأي شَيْء قربت مَا تنحره على بَاب مشْهد من تفضله وتعتقد فِيهِ؟ هَل أردْت بذلك تَعْظِيمه أم لَا؟ فَإِن قَالَ: نعم. فَقل لَهُ: هَذَا النَّحْر لغير الله، بل أشركت مَعَ الله تَعَالَى غَيره، وَإِن لم ترد تَعْظِيمه، فَهَل أردْت توسيخ بَاب المشهد وتنجيس الداخلين إِلَيْهِ؟ أَنْت تعلم يَقِينا أَنَّك مَا أردْت ذَلِك أصلا، وَلَا أردْت إِلَّا الأول، وَلَا خرجت من بَيْتك إِلَّا قَصده، ثمَّ كَذَلِك دعاؤهم لَهُ. فَهَذَا الَّذِي عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ شرك بِلَا ريب أه.

وَلَقَد نهى الرَّسُول [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] عَن الذّبْح حَتَّى فِي الْأَمَاكِن الَّتِي كَانَ فِيهَا أوثان أَو أعياد الْمُشْركين، كَمَا روى عَن ثَابت بن الضَّحَّاك قَالَ: " نذر رجل أَن ينْحَر إبِلا ببوانة، فَسَأَلَ النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] فَقَالَ: هَل كَانَ فِيهَا وثن من أوثان الْجَاهِلِيَّة يعبد؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَهَل كَانَ فِيهَا عيد من أعيادهم؟ قَالُوا: لَا. فَقَالَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] أوف بِنَذْرِك، فَإِنَّهُ لَا وَفَاء لنذر فِي مَعْصِيّة الله، وَلَا فِيمَا لَا يملك ابْن آدم " رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَإِسْنَاده على شَرطهمَا وَقد نهى النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] عَن النّذر وَقَالَ: " إِنَّه لَا يرد شَيْئا " وَفِي لفظ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015