الرِّوايَةُ الأولَى عن عُمَرَ أولَى أن، تَكونَ صَحيحَةً، وكَيفَ تَصِحُّ هذه عن
عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وقَد أنكَرَ فى الروايَةِ الأولَى قَطعَ الرِّجلِ بعدَ اليَدِ والرِّجلِ وأشارَ
باليَدِ؟ ! ورِوايَةُ ابنِ عباسٍ مَوصولَةٌ تَشهَدُ لِلروايَةِ الأولَى بالصِّحَّةِ، وكَذَلِكَ
رِوايَةُ صَفيَّةَ بنتِ أبى عُبَيدٍ فيها ما فى رِوايَةِ القاسِمِ بنِ محمدِ بنِ أبى بكرٍ.
فأمّا ما رُوِىَ فيه عن عليٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فقَد رُوِىَ ذَلِكَ عنه مِن وجهٍ آخَرَ:
17347 - أخبرَناه أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حَدَّثَنَا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ
إسحاقَ وعَلِيُّ بنُ حَمشاذَ قالا: أخبرَنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ، حَدَّثَنَا
سُلَيمانُ بنُ حَربٍ وحَفصُ بنُ عُمَرَ قالا: حَدَّثَنَا شُعبَةُ، عن عمرِو بنِ مُرَّةَ،
عن عبدِ اللهِ بنِ سَلِمةَ، أن عَليًّا - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أُتِىَ بسارِقٍ فقَطَعَ يَدَه، ثُمَّ أُتِىَ به فقَطَعَ
رِجلَه، ثُمَّ أُتِىَ به فقالَ: أقطَعُ يَدَه؟ بأيِّ شَىءٍ يَتَمَسَّحُ؟ وبِأىِّ شَىءٍ يأكُلُ؟ ثمَّ
قال: أقطَعُ رِجلَه؟ على أيِّ شَىءٍ يَمشِى؟ إنِّى لأستَحيِى اللَّهَ. قال: ثُمَّ ضَرَبَه
وخَلَّدَه السِّجنَ (?).
وأمَّا القَتلُ فى الخامِسَةِ المَنقولُ فى الخَبَرِ المَرفوعِ فقَد قال الشّافِعِيُّ:
القَتلُ فيمَن أُقيمَ عَلَيه حَدٌّ فى شَىءٍ أربَعًا فأُتِىَ به الخامِسَةَ مَنسوخٌ. واستَدَلَّ
عَلَيه بما هو مَنقولٌ فى أبوابِ حَدِّ الشَّارِبِ (?)، وباللهِ التَّوفيقُ.