مُسلِم فى "الصحيح" عن يَحيَى بنِ يَحيَى، وأخرَجَه البخارىُّ مِن وجهٍ آخَرَ
عن مالكٍ (?).
16962 - أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ مِن أصلِه، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ
الحُسَينِ القَطّانُ، حدثنا أبو الأزهَرِ، حدثنا أحمدُ بنُ المُفَضَّلِ، حدثنا
أسباطُ بنُ نَصرٍ قال: زَعَمَ السُّدِّئُ، عن مُصعَبِ بنِ سَعدٍ، عن أبيه قال: لَمّا
كان يَومُ فتحِ مَكَّةَ أمَّنَ رسولُ اللهِ -صلي الله عليه وسلم- النّاسَ إلا أربَعَةَ نَفَرٍ وامرأتَينِ،
وقالَ: "اقتُلوهُم وِإن وجَدتُموهُم مُتَعَلِّقينَ بأستارِ الكَعبَةِ". عِكرِمَةُ بنُ أبى جَهلٍ،
وعَبدُ اللَّهِ بنُ خَطَلٍ، ومِقيَسُ بنُ صُبابَةَ، وعَبدُ اللَّه بنُ سَعدِ بنِ أبى سَرْحٍ،
فأمّا عبدُ اللَّهِ بنُ خَطَلٍ فأُدرِكَ وهو مُتَعَلِّقٌ بأستارِ الكَعبَةِ، فاستَبَقَ إلَيه سعيدُ بنُ
زَيدٍ وعَمّارُ بنُ ياسِرٍ، فسَبَقَ سعيدٌ عَمّارًا -وكانَ أشَبَّ الرَّجُلَينِ- فقَتَلَه، وأمّا
مِقيَسُ بنُ صُبابَةَ فأدرَكَه النّاسُ فى السّوقِ فقَتَلوه، وأمّا عِكرِمَةُ فرَكِبَ البحرَ،
فأصابَتهُم عاصِفٌ، فقالَ أصحابُ السَّفينَةِ لأهلِ السَّفينَةِ: أخلِصوا فإِنَّ
آلِهَتَكُم لا تُغنِى عَنكُم شَيئًا ههنا. قال عِكرِمَةُ: واللَّهِ لَئن لَم يُنَجِّنِى فى البحرِ
إلَّا الإخلاصُ لا يُنَجِّينِى فى البَرِّ غَيرُه، اللَّهُمَّ إنَّ لَكَ عليَّ عَهدًا إن أنتَ
عافَيتَنِى مِمّا أنا فيه أنْ آتِىَ محمدًا حَتَّى أضَعَ يَدِى فى يَدِه، فلأَجِدَنَّه عَفُوًّا
كَريمًا. قال: فجاءَ فأسلَمَ. وأمّا عبدُ اللهِ بنُ سَعدِ بنِ أبى سَرْحٍ فإِنَّه اختَبَأ (?) عِندَ
عثمانَ بنِ عَفانَ -رضي الله عنه-، فلَمّا دَعا رسولُ اللَّهِ -صلي الله عليه وسلم- الناسَ إلَى البَيعَةِ جاءَ به حَتَّى