أبو المُغيرَةِ، حَدَّثَنَا الأوزاعِيُّ. والحَديثُ لِلعباسِ، حَدَّثَنِي قَتادَةُ، عن
أنَسِ بنِ مالكٍ، وعن أبى سعيدٍ الخُدرِىِّ، أنَّ رسولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "سَيَكونُ فى
أُمَّتِى اختِلافٌ وفُرقَةٌ؛ قَومٌ يُحسِنونَ القِيلَ ويُسيئونَ الفِعلَ، يَقرَءونَ القُرآنَ لا يُجاوِزُ
تَراقِيَهُم، يَمرُقونَ مِنَ الدِّينِ مُروقَ السَّهمِ مِنَ الرَّميِّةِ، لا يَرْجِعونَ حَتَّى يَرتَدَّ على
فُوقِه (?)، هُم شَرٌّ الخَلقِ والخَليقَةِ، طوبَى لِمَن قَتَلَهُم وقَتَلوه، يَدعونَ إلَى كِتابِ اللَّهِ
ولَيسوا مِنه فى شَىءٍ، مَن قاتَلَهُم كان أولَى باللَّهِ مِنهُم". قالوا: يا رسولَ اللهِ فما
سيماهُم؟ قال: "التَّحليقُ" (?).
وفِى البابِ عن أبى ذَرٍّ وسَهلِ بنِ حُنَيفٍ وعَبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ
وأبِى بكرَةَ وأبِى بَرْزَةَ الأسلَمِيِّ، وبَعضُهُم يَزيدُ على بَعضٍ (?).
واستَدَلَّ الشَّافِعِيُّ رَحِمَه اللهُ فى قِتالِ أهلِ البَغىِ بقَولِ اللهِ جلَّ ثناؤُه:
{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى
فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (?) [الحجرات: 9].