القاضِى وأبو عبدِ الرَّحمَنِ محمدُ بنُ الحُسَينِ السُلَمِىُّ مِن أصلِه قالوا: حدثنا
أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ
وهبٍ، حَدَّثَنِى ابنُ أبى الزَّنادِ، حَدَّثَنِى هِشامُ بنُ عُروةَ، عن أبيه، عن عائشَةَ
زَوجِ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّها قالَت: قَدِمَت علىَّ امرأةٌ مِن أهلِ دُومَةِ (?) الجَندَلِ، جاءَت
تَبتَغِى رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بعدَ مَوتِه حَداثَةَ ذَلِكَ، تسألُه عن شَىءٍ دَخَلَت فيه مِن أمرِ
السَّحرِ ولَم تَعمَلْ به، قالَت عائشَةُ - رضي الله عنهما - لِعُروَةَ: يا ابنَ أُختِى فرأيتُها تَبكِى حينَ
لَم تَجِدْ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فكانَت تَبكِى حَتَّى إنَّى لأرحَمُها، تَقولُ: إنَّى لأخافُ
أن أكونَ قَد هَلَكتُ؛ كان لِى زَوجٌ فغابَ عَنَّى، فدَخَلتْ علىَّ عَجوزٌ فشَكَوتُ
إلَيها ذَلِكَ، فقالَت: إن فعَلتِ ما آمُرُكِ به فأجعَلْه يأتيكِ. فلَمّا كان اللَّيلُ
جاءَتنِى بكَلبَينِ أسوَدَينِ فرَكِبَت أحَدَهُما ورَكِبْتُ الآخَرَ، فلَم يَكُنْ كَثيرٌ حَتَّى
وقَفنا ببابِلَ، فإِذا برَجُلَينِ مُعَلَّقَينِ بأرجُلِهِما فقالا: ما جاءَ بكِ؟ فقُلتُ: أتَعَلَّمُ
السَّحرَ. فقالا: إنَّما نَحنُ فِتنَةٌ فلا تَكفُرِى وارجِعِى. فأبَيتُ وقُلتُ: لا. قالا:
فاذهَبِى إلَى ذَلِكَ التَّنّورِ فبولِى فيه. فذَهَبَت ففَزِعَتْ ولَم تَفعَلْ، فرَجَعتُ إلَيهِما
فقالا: فعَلتِ؟ . فقُلتُ: نَعَم. فقالا: هَل رأيتِ شَيئًا؟ قُلتُ: لَم أرَ شَيئًا. فقالا:
لَم تَفعَلِى، ارجِعِى إلَى بلادِكِ ولا تَكفُرِى. فأرِبتُ وأبَيتُ فقالا: اذهَبِى إلَى
ذَلِكَ التَّنّورِ فبولِى فيه ثُمَّ ائتِى. فذَهَبتُ فاقشَعَرَّ جِلدِى وخِفتُ، ثُمَّ رَجَعتُ
إلَيهِما فقُلتُ: قَد فعَلتُ. فقالا: فما رأيتِ؟ فقُلتُ: لَم أرَ شَيئًا. فقالا:
كَذَبتِ، لَم تَفعَلِى فارجِعِى إلَى بلادِكِ ولا تَكفُرِى؛ فإِنَّكِ على رأسِ أمرِكِ.
فأرِبتُ وأبَيتُ فقالا: اذهَبِى إلَى ذَلِكَ التَّنّورِ فبولِى فيه. فذَهَبتُ إلَيه فبُلتُ فيه،