عندَنا ما سَمِعْنا بهَذا (?).
وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو الوَليدِ الفقيهُ، حدثنا عبدُ اللَّه بنُ شيرُويَه قال: سَمِعتُ أبا قُدامَةَ يقولُ: سَمِعتُ سُفيانَ يَعنِى ابنَ عُيَينَةَ يقولُ: أَنا بمَكَّةَ مُنذُ سبعينَ سنةً لم أَرَ أَحَدًا صَغيرًا ولا كَبيرًا يَعرِفُ حَديثَ الزِّنجِيِّ الذي قالوا إنَّه وقَعَ في زَمزَمَ، ما سَمِعتُ أَحَدًا يقولُ: نُزِحَ زَمزَمُ (?). قال أبو عُبَيدٍ: وكَذَلِكَ لا يَنبَغِى؛ لأنَّ الآثارَ قَد جاءَت في نَعتِها أَنَّها لا تُنزَحُ ولا تُذَمُّ (?). لا أَدرِى أبو قُدامَةَ حَكاه عن أبي عُبَيدٍ أَو أبو الوَليدِ الفقيهُ.
قال الزَّعفَرانِىُّ: قال الشافعيُّ لِمُخالِفيه: قَد رَوَيتُم عن سِماكِ بنِ حَربٍ عن عِكرِمَةَ عن ابنِ عباسٍ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "الماءُ لا يُنَجِّسُه شَيءٌ". أَفَتُرَى أن ابنَ عباسٍ يَروِى عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - خَبرًا ويَترُكُه إِن كانَت هَذِه رِوايَتَه، وتَروونَ عنه أنه تَوَضّأَ مِن غَديرٍ يُدافِعُ جيفَةً، وتَروونَ عنه: "الماءُ لا يَنجُسُ". فإِن كان شَيءٌ مِن هذا صَحيحًا، فهوَ يَدُلُّ على أنَّه لم تُنزَحْ زَمزَمُ لِلنَّجاسَةِ ولَكِن لِلتَنظيفِ إِن كان فعَلَ، وزَمزَمُ لِلشُّربِ، وقَد يَكونُ الدَّمُ ظَهَرَ على الماءِ حَتَّى رُئىَ فيهِ (?).