بَعَثَه إلَى عبدِ اللهِ بنِ عباس ليَسألَه: ماذا في الضِّرسِ؟ فقالَ ابنُ عباسٍ: فيه
خَمسٌ الإبِلِ. قال: فرَدَّنِي إلَيه مَروانُ لمحال: أتَجعَلُ مُقَدَّمَ الفَمِ مِثلَ
الأضراسِ؟ فقالَ ابنُ عباسٍ: لَو لَم يَعتَبِرْ ذَلِكَ إلَّا بالأصابعِ عَقلُها سَواءٌ (?).
قال الشّافِعِيُّ: وهَذا كما قالَه ابنُ عباسٍ إن شاءَ اللهُ، والدّيَةُ المُؤَقَّتَةُ على
العَدَدِ لا على المَنافِعِ (?).
16346 - وأخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو، حدثنا أبو العباسِ الأصَمُّ،
أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ، أخبرَنا مالل، عن يَحيّى بنِ
سعيدٍ، سَمِعَ سعيدَ بنَ المُسَيَّبِ يقولُ: قَضَى عُمَرُ بنُ الخطابِ -رضي الله عنه- في
الأضراسِ ببَعيرٍ بَعيرٍ، وقَضَى مُعاويَةُ في الأضراسِ بخَمسَةِ أبعِرَةٍ خَمسَةِ
أبعِرَةٍ، فالدّيَةُ تَنقُصُ في قَضاءِ عُمَرَ وتَزيدُ في قَضاءِ مُعاويَةَ، فلَو كُنتُ أنا
جَعَلتُ في الأضراسِ بَعيرَينِ بَعيرَينِ فتِلكَ الدّيَةُ سَواءٌ (?).
قال الشّافِعِيُّ: فقَد خالَفتُم حَديثَ عُمَرَ -رضي الله عنه- وقُلتُم في الأضراسِ:
خَمسٌ خَمسٌ. وهَكَذا نَقولُ؛ لِما جاءَ عن النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "في السِّنِّ خَمسٌ".
وَكانَتِ الضِّرسُ سِنًّا (?).
قال الشيخَ: وقَد رَوَى جابِرٌ الجُعفِيُّ عن عامِرٍ عن شُرَيحٍ ومَسروقٍ