محمدِ بنِ إسحاقَ، حَدَّثَنَا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ، حَدَّثَنَا محمدُ بنُ أبى بكرٍ،
حَدَّثَنَا يَزيدُ بنُ زُرَيعٍ، حَدَّثَنَا الجُرَيرِىُّ، عن أبى نَضرَةَ قال: حَدَّثَنِي شَيخٌ مِنَ
الطُّفاوَةِ قال: أتَيتُ أبا هريرةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بالمَدينَةِ، فلَم أرَ رَجُلًا مِن أصحابِ
رسولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أشَدَّ تَشميرًا ولا أقوَمَ على ضَيفٍ مِنه، سَمِعتُه يقولُ: نَهَضتُ
مَعَ رسولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى أتَى مَقامَه الَّذِى يُصَلِّى فيه، قال: ومَعَه (?) صَفّانِ مِن
رِجالٍ وصَفٌ مِن نِساءٍ، أو صَفانِ مِن نِساءٍ وصَفٌ مِن رِجالٍ، فأَقبَلَ عَلَينا
بوَجهِه فقالَ: "إن نَسّانِىَ الشَّيطانُ شَيئًا مِن صَلَاتِى فليُسَبحِ الرِّجالُ ولتُصَفِّقِ
النِّساءُ". فصَلَّى رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فلَم يَنسَ شَيئًا مِن صَلاتِه، فقالَ: "مَجالِسَكُم
مَجالِسَكُم، ما مِنكُم مِن رَجُل يَستَتِرُ بسِترِ اللَّهِ إِذا أتَى أهلَه أغلَقَ عَلَيه بابَه وأَلقَى عَلَيه
سِترَه". قالوا: إنا لَنَفعَلُ ذَلِكَ. قال: "ثُمَّ يَجلِسُ فيَقولُ: فعَلتُ بصاحِبَتِى كَذا،
وفَعَلتُ كَذا". فسَكَتوا، فقالَ: "هَل مِنكُنَّ مَن تَفعَلُ ذَلِكَ؟ ". قال: فسَكَتنَ،
فجَثَت فتاةٌ - أحسِبُه قال: كَعَابٌ (?) - على إحدَى رُكبَتَيها، فتَطاوَلَت
لِرسولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ليَراها، فقالَت: إى واللهِ يا رسولَ اللَّهِ، إنَّهُم لَيَتَحَدَّثُونَ،
وإِنَّهُنَّ لَيَتَحَدَّثْنَ. فقالَ: "هَل تَدرونَ ما مَثَلُ مَن فعَلَ ذَلِكَ؟ مَثَلُ الشَّيطانِ والشَّيطانَةِ
لَقِىَ أحَدُهُما صاحِبَه فى سِكة فقَضَى مِنها حاجَتَه والنَّاسُ يَنظُرونَ". وقالَ: "ألا لا
يُفضيَنَّ رَجُلٌ إلَى رَجُلٍ، ولا امرأةٌ إلَى امرأةٍ، إلَّا إلَى ولَدًا أو والِدٍ". وَقالَ الثَّالِثَةَ
فنَسيتُها، ثُمَّ قال: "إنَّ طِيْبَ الرِّجالِ ما وُجِدَ ريحُه ولَم يَظهَرُ لَونُه، ألا إنَّ طِيبَ