عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ قال: حَدَّثَنِى محمدُ بنُ
زَيدِ بنِ المُهاجِرِ بنِ قُنفُذٍ، عن طَلحَةَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عَوفٍ، أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: "لَقَد شهِدتُ في دارِ عبدِ الله بنِ جُدعانَ حِلفًا، ما أحِبُّ أن لِى به حُمْرَ النَّعَمِ،
ولو أُدعَى به في الإسلامِ لأجبت" (?). قال القُتَيبِى فيما بَلَغَنِى عنه: وكانَ سَبَبُ
الحِلفِ أن قُرَيشًا كانَت تَتَظالَمُ بالحَرَمِ، فقامَ عبدُ اللهِ بنُ جُدعانَ والزُّبَيرُ بنُ
عبدِ المُطلِبِ، فدَعَواهُم إلَى التَّحالُفِ على التَّناصُرِ والأخذِ لِلمَظلومِ مِنَ
الظّالِمِ، فأجابَهُما بَنو هاشِمٍ وبَعضُ القَبائلِ مِن قُرَيشٍ (?).
قال الشيخُ: قَد سَمّاهُمُ ابنُ إسحاقَ قال: بَنو هاشِمِ بنِ عبدِ مَنافٍ، وبَنو
المُطلِبِ بنِ عبدِ مَنافٍ، وبَنو أسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى بنِ قُصَىٍّ، وبَنو زُهرَةَ بنِ
كِلابٍ، وبَنو تَيمِ بنِ مُرة (?).
قال القُتَيبِى: فتَحالَفوا في دارِ عبدِ اللهِ بنِ جُدعانَ فسَمَّوا ذَلِكَ الحِلفَ
حِلفَ الفُضولِ؛ تَشبيهًا له بحِلفٍ كان بمَكَّةَ أيّامَ جُرهُمَ على التَّناصُفِ والأخذِ
لِلضعيفِ مِنَ القَوِى ولِلغَريبِ مِنَ القاطِنِ؛ قامَ به رِجالٌ مِن جُرهُمَ يُقالُ لَهُم:
الفَضلُ بنُ الحارِثِ، والفَضلُ بنُ وداعَةَ، والفُضَيلُ بنُ فَضالَةَ، فقيلَ: حِلفُ
الفُضولِ؛ جَمعًا لأسماءِ هَؤُلاءِ (?).