يَعقوبَ مِن أصلِ كِتابِه، حَدَّثَنَا العباسُ بنُ محمدٍ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا أبو عُمَرَ الحَوضِيُّ، حَدَّثَنَا هَمّامٌ، حَدَّثَنَا قَتادَةُ قال: قال لِي سُلَيمانُ بنُ هِشامٍ: إنَّ هذا لا يَدَعُنا -يَعنِى الزُّهرِىَّ- نأكُلُ شَيئًا إلَّا أمَرَنا أن نَتَوَضّأَ مِنه. قُلتُ: سألتُ عنه سعيدَ بنَ المُسَيَّبِ فقالَ: إذا أكلْتَه فهو طَيِّبٌ، فلَيسَ عَلَيكَ فيه وُضوءٌ، وإِذا خَرَجَ فهو خَبيثٌ عَلَيكَ فيه الوُضوءُ. فقالَ: ما أَراكُما إلَّا قَدِ اختَلَفتُما، فهَل في البَلَدِ أحَدٌ؟ قُلتُ: نَعَم، أقدَمُ رَجُلٍ في جَزيرَةِ العَرَبِ. قال: مَن؟ قُلتُ: عَطاءٌ. فأرسَلَ إلَيه فجِىءَ به فقالَ: إِنَّ هَذَينِ قَدِ اختَلَفا عليَّ فما تَقولُ؟ قال: حَدَّثَنِي جابِرُ بنُ عبدِ اللهِ أنَّهُم أكَلوا مَعَ أبى بكرٍ خُبزًا ولَحمًا، ثُمَّ قامَ فصَلَّى ولَم يَتَوَضّأْ. فقالَ لِى: ما تَقولُ في العُمرَى؟ قال: قُلتُ: حَدَّثَنِي النَّضرُ بنُ أنَسٍ، عن بَشيرِ بنِ نَهيكٍ، عن أبى هريرةَ، أنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "العُمرَى جائزَةٌ". قال: فقالَ الزُّهرِيُّ: إنَّها لا تَكُونُ عُمرَى حَتَّى تُجعَلَ له ولِعَقِبِه. قال: فقالَ لِعَطاءٍ: ما تَقولُ؟ قال: حَدَّثَنِى جابِرُ بنُ عبدِ اللَّهِ أن رسولَ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "العُمرَى جائِزَةٌ". قال الزُّهرِيُّ: إنَّ الخُلَفاءَ لا يَقضونَ بذَلِكَ. قال عَطاءٌ: بلى (?)، قَضَى به عبدُ المَلِكِ بنُ مَرْوانَ في كَذا وكَذا (?). رَواه البخارىُّ في "الصحيح" مُختَصَرًا بالإسنادَينِ دونَ القِصَّةِ (?).