"وكُلُّ ما يُكالُ أو يُوزَنُ فكَذَلِكَ أيضًا". قال: فقالَ ابنُ عباسٍ: جَزاكَ اللَّهُ يا أبا
سعيدٍ عَنَّى الجَنَّةَ؛ فإِنَكَ ذَكَّرتَنى أمرًا كُنتُ نَسيتُه، أستَغفِرُ اللَّهَ وأتوبُ إلَيه.
فكانَ يَنهَى عنه بعدَ ذَلِكَ أشَدَّ ألنَّهىِ. قال أبو أحمدَ: هذا الحَديثُ مِن حَديثِ
أبى مجلَزٍ تَفَرَّدَ به حَيّانُ (?).
قُلتُ: وحَيّانُ تكَلَّموا فيه (?)، ويقالُ فى قَولِه: "وكَذَلِكَ الميزانُ". فى
الحَديثِ الأوَّلِ أنَّه مِن جِهَةِ أبى سعيدٍ الخُدرِىِّ، وكَذَلِكَ هذه
اللَّفظَةُ إن صَحَّت، ويُستَدَلَّ عَلَيه برِوايَةِ داودَ بنِ أبى هِندٍ، عن أبى
نَضرَةَ، عن أبى سعيدٍ الخُدرىَّ فى احتِجاجِه على ابنِ عباسٍ بقِصَّةِ التَّمرِ
قال: فقالَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أربَيتَ، إذا أرَدتَ ذَلِكَ فبعْ تَمرَكَ بسِلعَةِ، ثُمَّ اشتَرِ
بسِلعَتِكَ أىَّ تَمرِ شِئتَ". قال أبو سعيدٍ: فالتَّمرُ بالتَّمرِ أحَقُّ أن يَكونَ رِبًا أمِ
الفِضَّةُ بالفِضَّةِ؟ (?). فكانَ هذا قياسًا مِن أبى سعيدٍ لِلفِضَّةِ على التَّمرِ الَّذِى رَوَى
فيه قِصَّةً (?)، إلَّا أن بَعضَ الرُّواةِ رَواه مُفَسَّرًا مَفصولًا، وبَعضُهُم رَواه مُجمَلًا
مَوصولًا، واللَّهُ أعلَمُ.
10619 - أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو، حدثنا أبو محمدٍ أحمدُ بنُ
عبدِ اللَّهِ المُزَنِىُّ، أخبرَنا علىُّ بنُ محمدِ بنِ عيسَى، حدثنا أبو اليَمانِ، أخبرَنِى