الشِّعبِ". فلَمّا أن خَرَجا إلى فمِ الشِّعبِ قال الأنصارِيُّ لِلمُهاجِرِيِّ: أيُّ اللَّيلِ أحَبُّ إلَيكَ أن أكفيَكَه أوَّلَه، أو آخِرَهُ؟ قال: بَل اكفِنِي أوَّلَه. فاضطَجَعَ المُهاجِرِيُّ فنامَ، وقامَ الأنصارِيُّ يُصَلِّي، وأَتَى زَوجُ المَرأَةِ، فلَمّا رأَى شَخصَ الرَّجُلِ عَرَفَ أنَّه رَبيئَةُ (?) القَومِ، فرَماه بسَهمٍ فوَضَعَه فيه، فنَزَعَه فوَضَعَه، وثَبَتَ قائمًا يُصَلِّي، ثم رَماه بسَهمٍ آخَرَ فوَضَعَه فيه، فنَزَعَه فوَضَعَه، وثَبَتَ قائمًا يُصَلِّي، ثم عادَ له الثّالِثَةَ فوَضَعَه فيه، فنَزَعَه فوَضَعَه، ثم رَكَعَ فسَجَدَ، ثم أهَبَّ (?) صاحِبَه فقالَ: اجلِسْ فقَد أُثْبِتُّ (?). فوَثَبَ، فلَمّا رآهُما الرَّجُلُ عَرَفَ أنَّه قَد نَذِرا به (?) فهَرَبَ، فلَمّا رأَى المُهاجِرِيُّ ما بالأَنصارِيِّ مِنَ الدِّماءِ قال: سبحانَ اللَّه! أفَلا أهبَبتَنِي أوَّلَ ما رَماكَ؟ قال: كُنتُ في سورَةٍ أقرؤُها فلَم أُحِبَّ أن أقطَعَها حَتَّى أُنفِدَها، فلَمّا تابَعَ عَلَيَّ الرَّميَ رَكَعتُ فآذَنتُكَ، وايمُ اللَّهِ لَولا أن أُضيعَ ثَغرًا أمَرَنِي رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - بحِفظِه لَقَطعَ (?) نَفسِي قبلَ أن أقطَعَها أو أُنفِدَها (?).