عن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ، عن عائشةَ زَوجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما مِن يَومٍ أكثَرَ أن يُعتِقَ اللهُ فيه عبدًا مِنَ النّارِ مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإِنَّه لَيَدنو ثُمَّ يُباهِى المَلائكَةَ فيَقولُ: ما أرادَ هَؤُلاءِ؟ " (?). رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن هارونَ بنِ سعيدٍ وغَيرِه عن ابنِ وهبٍ (?).

9557 - أخبرَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ الأصبَهانِىُّ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحُسَينِ بنِ الحَسَنِ القَطّانُ، حدثنا علىُّ بنُ الحَسَنِ بنِ أبي عيسَى الهِلالِىُّ، حدثنا أبو داودَ الطَّيالِسِىُّ، حدثنا عبدُ القاهِرِ بنُ السَّرِىِّ، حَدَّثَنِى ابنٌ لِكِنانَةَ بنِ العباسِ بنِ مِرداسٍ السُّلَمِىِّ، عن أبيه، عن جَدِّه عباسِ بنِ مِرداسٍ، أن رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - دَعا عَشيَّةَ عَرَفَةَ لأُمَّتِه بالمَغفِرَةِ والرَّحمَةِ فأكثَرَ الدُّعاءَ، فأوحَى اللهُ تَعالَى إلَيه: إنِّي قَد فعَلتُ إلَّا ظُلمَ بَعضِهِم بَعضًا، وأمّا ذُنوبُهُم فيما بَينِى وبَينَهُم فقَد غَفَرتُها. فقالَ: "يا رَبِّ إنَّكَ قادِرٌ على أن تُثيبَ هذا المَظلومَ خَيرًا مِن مَظلِمَتِه وتَغفِرَ لِهَذا الظّالِمِ". فلَم يُجِبْه تِلكَ العَشيَّةَ، فلَمّا كان غَداةَ المُزدَلِفَةِ أعادَ الدُّعاءَ، فأجابَه اللهُ عَزَّ وجَلَّ: إنِّي قَد غَفَرتُ لَهُم. فتَبَسَّمَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ له بَعضُ أصحابِه: يا رسولَ اللهِ تبَسَّمتَ في ساعَةٍ لَم تَكُنْ تَبَسَّمُ فيها؟ قال: "تَبَسَّمتُ مِن عَدوِّ اللَّهِ إبليسَ؛ إنَّه لما عَلِمَ أنَّ اللَّهَ قَدِ استَجابَ لِى في أُمَّتِى، أهوَى يَدعو بالوَيلِ والثُّبورِ، ويَحثو التُّرابَ على رأسِه" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015