بحَديثِ أبى سعيدٍ وابنِ عمرَ فى مَعنَى ما رُوّينا، ثم رَجَعَ عنه فى الجَديدِ وقالَ: أعادَ الصَّلاةَ؛ كان عالِمًا بما كانَ فى ثَوبِه أو لم يَكُنْ عالِمًا، كَهَيئَتِه فى الوُضوءِ (?).

قال الشيخُ رحِمه اللَّهُ: وهَذا قَولُ الحسنِ البَصرِىِّ وأَبِى قِلابَةَ (?)، وكأَنَّ الشّافِعِىَّ رحِمه اللَّهُ رَغِبَ عن حَديثِ أبى سعيدٍ لاشتِهارِه بحَمّادِ بنِ سلمةَ عن أبى نَعامَةَ السَّعدِىِّ عن أبى نَضرَةَ، وكُلُّ واحِدٍ مِنهُم مُختَلَفٌ فى عَدالَتِه (?)، وكذَلِكَ لم يَحتَجُّ البخارىُّ فى "الصحيح" بواحِدٍ مِنهُم، ولَم يُخرِجْه مسلمٌ فى "كِتابِه" مَعَ احتِجاجِه بهِم فى غَيرِ هَذِه الرَّوايَةِ، ويَحتَمِلُ أن يَكونَ رَغِبَ عنه لأنَّه جَعَلَ إعلامَ جِبريلَ عليه السَّلامُ إيّاه بذَلِكَ ابتِداءَ شَرعٍ، أو حَمَلَ الأذَى المَذكورَ عنه على ما يُستَقذَرُ مِنَ الطّاهِراتِ، واللَّهُ أعلَمُ.

وقَد رُوِى هذا الحَديثُ عن بكرِ بنِ عبدِ اللَّهِ المُزَنِىِّ, عن النبىِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مُرسَلًا (?)، ومِن حَديثِ ابنِ مَسعودٍ وابنِ عباسٍ وأَبِى هريرةَ مَوصولًا، إلا أنَّ حَديثَ ابنِ مَسعودٍ إنَّما رواه أبو حَمزَةَ الرّاعِى عن إبراهيمَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015