وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: 22]. ثُمَّ قال: وأيُّ قَطيعَةٍ أقطعُ (?) مِن أنْ تُباعَ أُمُّ
امرِىءٍ مِنكُم وقَد أوسَعَ اللهُ لَكُم؟ قالوا: فاصنَعْ ما بَدا لَكَ. أو: ما شِئتَ.
قال: فكَتَبَ في الآفاقِ، ألَّا تُباعَ أُمُّ حُرٍّ؛ فإِنَه قَطيعَة، وإنَّه لا يَحِلُّ (?).
21803 - أخبرَنا أبو محمدٍ جَناحُ بنُ نَذيرٍ القاضِي بالكوفَةِ، حدثنا أبو
جَعفَرِ ابنُ دُحَيمٍ، حدثنا أحمدُ بنُ حازِمٍ، أنبانا عبدُ الحَميدِ بنُ صالِحٍ، حدثنا
أبو بكرٍ النَّهشَلِيُّ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ سعيدٍ، عن جَدِّه أنَّه سَمِعَ عُمَرَ بنَ
الخطابِ -رضي الله عنه- على مِنبَرِ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: يا مَعشَرَ المُسلِمينَ، إنَّ اللَّهَ قَد
أفاءَ عَلَيكُم مِن بلادِ الأعاجِمِ مِن نِسائِهِم وأولادِهِم ما لَم يُفِئْ على
رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ولا على أبي بكرٍ -رضي الله عنه-، وقَد عَرَفتُ أنَّ رِجالًا سَيُلِمّونَ بالنِّساءِ،
فأيُّما رَجُلٍ ولَدَت له امرأةٌ مِن نِساءِ العَجَمِ فلا تَبيعوا أُمَّهاتِ أولادِكُم، فإِنَّكُم إنْ
فعَلتُم أوشَكَ الرَّجُلُ أنْ يَطأَ حَريمَه وهو لا يَشعُرُ (?).
21804 - أخبرَنا عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أنبأنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ
الصَّفّارُ، حدثنا عثمانُ بنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ، حدثنا هُدبَةُ، حدثنا القاسِمُ بنُ
الفَضلِ، عن محمدِ بنِ زيادٍ قال: كانَت جَدَّتِي أُمَّ ولَدٍ لِعُثمانَ بنِ مَظعونٍ،
فأرادَ ابنٌ لِعُثمانَ أنْ يَبيعَها بعدَ مَوتِ أبيه، وإِنَّها أتَتْ عائشةَ -رضي الله عنها- فقالَت: يا أُمَّ
المُؤمِنينَ، إنَّ ابنَ عثمانَ بنِ مَظعونٍ أرادَ أنْ يَبيعَنِي، وقَد كُنتُ ولَدتُ لأبيه،