أما واللَّهِ ما آسَى إلا أن يَظُنَّ النّاسُ أنَّكَ رأَيتَ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثم تَصنَعُ هَكَذا، سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "لا تَزالُ أُمَّتِى بخَيرٍ - أو: على الفِطرَةِ - ما لم يُؤَخِّروا المَغرِبَ حَتَّى تَشتَبِكَ النُّجومُ" (?).
1752 - أخبرَنا أبو عبدِ الرحمنِ السُّلَمِيُّ، أخبرَنا جَدِّى أبو عمرِو ابنُ نُجَيدٍ، أخبرَنا محمدُ بنُ إبراهيمَ، حدثنا ابنُ بُكَيرٍ، حدثنا مالكٌ، عن عَمِّه أبى سُهَيلِ بنِ مالكٍ، عن أبيه، أن عمرَ بنَ الخطابِ كَتَبَ إلى أبى موسَى الأشعَرِيِّ أنْ: صَلِّ الظُّهرَ إذا زالَتِ الشَّمسُ، والعَصرَ والشَّمسُ بَيضاءُ نَقيَّةٌ قبلَ أن تَدخُلَها صُفرَةٌ، والمَغرِبَ إذا غَرَبَتِ الشَّمسُ، والعِشاءَ ما لم تَنَمْ، وصَلِّ الصُّبحَ والنُّجومُ باديَةٌ، واقرأْ فيها سورَتَينِ طَويلَتَينِ مِنَ المُفَصَّلِ (?).
1753 - وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو زكريا العَنبَرِىُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ السَّلامِ، أخبرَنا إسحاقُ، أخبرَنا جَريرٌ، عن الأعمَشِ، عن إبراهيمَ وعُمارَةَ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ يَزيدَ قال: كان عبدُ اللَّهِ - يَعنِى ابنَ مَسعودٍ - يُصلِّى المَغرِبَ ونَحنُ نُرَى أن الشَّمسَ طالِعَةٌ. قال: فنَظَرنا يَومًا إلى ذَلِكَ، فقالَ: ما تَنظُرونَ؟ قالوا: إلى الشَّمسِ. قال عبدُ اللَّهِ: هذا والَّذِى لا إلَهَ غَيرُه ميقاتُ هَذِه الصَّلاةِ. ثم قال: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} [الإسراء: 78]. فهَذا دُلوكُ الشَّمسِ (?).