بها، وإِن كُنتَ كَرِهتَ جِو ارَ قَومٍ حَوَّلْناكَ عَنهُم. قال: إنِّى شَرِبتُ الخَمرَ، وأنا

أحَدُ بَنِى تَيمٍ، وإِنَ أبا موسَيَ جَلَدَنِي وحَلَقَنِى وسَوَّدَ وجهِى وطافَ بى فى

النّاسِ، وقالَ: لا تُجالِسوه ولا تُؤاكِلوه. فحَدَّثتُ نَفسِى بإِحدَى ثَلاثٍ: إمّا أن

أتَّخِذَ سَيفًا فأضرِبَ به أبا موسَيَ، وإِمّا أن آتيَكَ فتُحَوَّلَنِى إلَى الشّامِ فإِنَّهُم لا

يَعرِفونَنِى، وإِمّا أن ألحَقَ بالعَدوِّ وآكُلَ مَعَهُم وأشرَبَ. قال: فبَكَى عُمَرُ

وقالَ: ما يَسُرُّنِى أنَّكَ فعَلتَ وأَنَ لِعُمَرَ كَذا وكَذا، وإِنِّى كُنتُ لَأشرَبَ النّاسِ

لها فى الجاهِليَّةِ، وإِنَها لَيسَت كالزِّنى. وكَتَبَ إلَى أبى موسَيَ: سَلامٌ عَلَيكَ،

أمّا بَعدُ، فإِنَّ فُلانَ بنَ فُلانٍ التَّيمِيَّ أخبرَنِي بكَذا وكَذا، وايمُ اللَّهِ، لَئن عُدتَ

لأسوِّدَنَّ وجهَكَ ولأطوفَنَ بكَ فى النّاسِ، فإِن أرَدتَ أن تَعلَمَ حَقَّ ما أقولُ لَكَ

فعُدْ فأْمُرِ النّاسَ أن يُجالِسوه ويُؤاكِلوه، وإِن تابَ فاقبَلوا شَهادَتَه. وحَمَلَه

وأعطاه مِائَتَى دِرهَبم (?).

فأخبَرَ عُمَرُ أن شَهادَتَه تَسقُطُ بشُر بِه الخَمرَ، وأنَّه إذا تابَ حينَئذٍ تُقبَلُ شَهادَتُه.

قال الشافِعِيُّ رَحِمَه اللهُ: وبائعُ الخَمرِ مَردودُ الشَّهادَةِ؛ لأنَّه لا خِلافَ

بَينَ أحَدٍ مِنَ المُسلِمينَ فى أنَّ بَيعَها مُحَرَّمٌ (?).

قال الشيخُ: وقَد مَضَتِ الدَّلالَةُ عليِّ تَحريمِ بَيعِها مَعَ الإجماعِ فى كِتابِ

البُيوعِ (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015