حَتَّى يأخُذَه المُؤمِنُ والمُنافِقُ، والحُرُّ والعَبدُ، والرَّجُلُ والمَرأةُ،

والكَبيرُ والصَّغيرُ، فيوشِكُ قائلٌ أن يَقولَ: فما لِلناسِ لا يَتَّبِعونِى وقَد قَرأتُ

القُرآنَ؟ واللَّهِ ما هُم بمُتَّبِعِيَّ حَتَّى أبتَدِعَ لَهُم غَيرَه. فإيّاكُم وما ابتُدِعَ؛ فإِنَّ ما

ابتُدِعَ ضَلالَةٌ، واحذَروا زَيْغَةَ الحَكيمِ؛ فإِنَ الشَّيطانَ قَد يقولُ كَلِمَةَ الضَّلالةِ

عليِّ فمِ الحَكيمِ، وقَد يقولُ المُنافِقُ كَلِمَةَ الحَقِّ. قال: قُلتُ له: وما يُدرينِى

يَرحَمُكَ اللهُ أنَّ الحَكيمَ يقولُ كَلِمَةَ الضَّلالَةِ، وأنَ المُنافِقَ يقولُ كَلِمَةَ

الحَقِّ؟ قال: اجْتَنِبْ مِن كَلامِ الحَكيمِ المُشتَبِهاتِ التى تَقولُ: ما هذه؟ ولا

يُنْئيَنَّكَ ذَلِكَ مِنه؛ فإِنَه لَعَلَّه أن يُراجِعَ ويُلقَّى الحَقَّ إذا سَمِعَه، فإِنَّ عليِّ الحَقِّ

نورًا. وفِى رِوايَةِ القاضِي: ولا يَثْنِيَنَّكَ ذَلِكَ عنه (?).

ورَواه عُقَيلٌ عن الزُّهرِيِّ، فقالَ فى الحديثِ: ولا يَثْنِيَنَّكَ ذَلِكَ عَنه (?).

فأخبَرَ مُعاذُ بنُ جَبَلٍ أنَّ زَيغَةَ الحَكيمِ لا توجِبُ الإعراضَ عنه، ولَكِن

يُترَكُ مِن قَولِه ما لَيسَ عَلَيه نورٌ، فإِنَّ عليِّ الحَقِّ نورًا، يَعنِى واللَّهُ أعلمُ دِلالَةً

مِن كِتابٍ أو سُنَّةٍ أو إجماعٍ أو قياسٍ عليِّ بَعضِ هَذا.

20958 - أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أنبأنا أحمدُ بنُ

عُبَيدٍ الصَّفارُ، حدثنا تَمتام، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ المُسَيَّبِيُّ، حدثنا

عبدُ اللَّهِ بنُ نافِعٍ، عن كَثيرِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرِو بنِ عَوفٍ، عن أبيه، عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015