فقاما بعدَ الصَّلاةِ، فحَلَفا باللهِ رَب السمَواتِ ورَبِّ الأرضِ: ما تَرَكَ مَولاكُم

مِنَ المالِ إلا ما أتَيناكُم به، وإِنا لا نَشتَرِى بأيمانِنا ثَمَنًا مِنَ الدُّنيا {وَلَوْ كَانَ ذَا

قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ} فلَمّا حَلَفا خَلَّى سَبيلَهُما، ثُمَّ إنَهُم

وجَدوا بعدَ ذَلِكَ إناءً مِن آنيَةِ المَيتِ، وأخَذوا الداريَّينِ فقالا: اشتَرَيناه مِنه

في حَياتِه. وكُذبا فكُلفا البينةَ، فلَم يَقدِرا عَلَيها، فرَفَعوا ذَلِكَ إلَى النَّبِى - صلى الله عليه وسلم -

فأنزَلَ اللهُ تَبارَكَ وتَعالَى: {فَإِنْ عُثِرَ} يقولُ: فإِنِ اطُّلِعَ {عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا

إِثْمًا}: يَعنِى الداريينِ. يقولُ: إن كانا كَتَما حَقًّا {فَآخَرَانِ} مِن أولياءِ المَيِّتِ

{يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ} يقولُ:

فيَحلِفانِ بالله: إنَّ مالَ صاحِبِنا كان كَذا وكَذا، وإِنَ الَّذِى نَطلُبُ قِبَلَ الدّاريَّينِ

لَحَق {وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 107]. فهَذا قَولُ الشاهِدَينِ

أولياءِ المَيتِ حينَ اطلِعَ على خيانَةِ الداريَّينِ، يقولُ اللهُ تَعالَى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ

يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا} [المائدة: 108] يَعنى الداريَّينِ والنّاسَ أن يَعودوا لِمِثلِ

ذَلِكَ (?).

20659 - وأخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو، حدثنا أبو العباسِ الأصَمّ،

حدثنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أنبأنا الشّافِعِى، أنبأنا أبو سعيدٍ مُعاذُ بنُ موسَى

الجَعفَرِىّ، عن بُكَيرِ بنِ مَعروفٍ، عن مُقاتِلِ بنِ حَيّانَ، قال بُكَيرٌ: قال

مُقاتِل: أخَذتُ هذا التَّفسيرَ عن مُجاهِدٍ والحَسَنِ والضحّاكِ في قَولِ اللهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015