مَسجِدَهُم فأُصلِّىَ بهم (?)، ودِدتُ يا رسولَ اللهِ أنَّكَ تأتِى فتُصلِّى فى بَيتِى
فأتَّخِذُه مُصلًّى. قال: فقالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "سأفعَلُ إن شاءَ اللهُ". قال
عِتبانُ: فغَدا رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكرٍ حينَ ارتَفَعَ النَّهارُ، فاستأذَنَ
رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فأَذِنتُ له، فلَم يَجلِسْ حَتَّى دَخَلَ البَيتَ، فقالَ لِى:
"أينَ تُحِبُّ أن أُصَلِّىَ مِن بَيتكَ؟ ". قال: فأشَرتُ إلَى ناحيَةٍ مِنَ البَيتِ، فقامَ
رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فكَبَّرَ، فقُمْنا فصفَفنا، فصَلَّى رَكعَتَينِ ثُمَّ سَلَّمَ. قال: وحَبَسناه
على خَزيرَةٍ صَنَعناها له. قال: فثابَ فى البَيتِ رِجالٌ مِن أهلِ الدّارِ ذَو (?) عَدَدٍ
واجتَمَعوا، فقالَ قائلٌ مِنهُم: أينَ مالكُ بنُ الدُّخشُنِ؟ فقالَ بَعضهُم: ذَلِكَ
مُنافِقٌ لا يُحِبُّ اللَّهَ ورسولَه. قال: فقالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا تَقُلْ لى ذَلِكَ، ألا
تَراه وقَد قال: لا إلَهَ إلا اللهُ. يُريدُ بذَلِكَ وجهَ اللَّهِ؟ ". قال: اللهُ ورسولُه أعلمُ.
قال: فإِنّا نَرَى وجهَه ونَصيحَتَه إلَى المُنافِقينَ. قال: فقالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-:
"إنَّ اللَّهَ قَد حَرَّمَ على النّارِ مَن قال: لا إلَهَ إلا اللهُ. يبتَغِى بذَلِكَ وجْهَ اللَّهِ". قال ابنُ
شِهابٍ: ثُمَّ سألتُ الحُصينَ بنَ محمدٍ الأنصارِىَّ -وهو أحَدُ بَنِى سالِمٍ، وكانَ مِن
سَراتِهِم- عن حَديثِ مَحمودِ بنِ الرَّبيعِ، فصَدَّقَه بذَلِكَ (?). رَواه البخارىُّ فى
"الصحيح"، عن يَحيَى بنِ بُكَيرٍ، وأخرَجَه مسلم مِن أوجُهٍ أُخَرَ عن الزُّهرِىِّ (?).