ويُجرَى عَلَيه الحُكمُ على أن يَسكُنَ الحِجازَ، لَم يَكُنْ ذَلِكَ له، والحِجازُ مَكَّةُ

والمَدينَةُ واليَمامَةُ ومَخاليفُها كُلُّها. قال الشّافِعِىُّ: ولَم أعلَمْ أحَدًا أجلَى أحَدًا

مِن أهلِ الذِّمَّةِ مِنَ اليَمَنِ وقَد كانَت بها ذِمَّةٌ، ولَيسَتِ اليَمَنُ بحِجازٍ؛ فلا

يُجليهِم أحَدٌ مِنَ اليَمَنِ، ولا بأسَ أن يُصالِحَهُم على مُقامِهِم باليَمَنِ (?).

قال الشيخُ: قَد جَعَلوا اليَمَنَ مِن أرضِ العَرَبِ، والجَلاءُ وقَعَ على أهلِ

نَجرانَ؛ وذِمَّةُ أهلِ الحِجازِ [دونَ ذِمَّةِ أهلِ اليَمَنِ] (?)؛ لأنَّها لَيسَت بحِجازٍ لا

لأنَّهُم لَم يَرَوها مِن أرضِ العَرَبِ، وفِى الحديث تخصيصٌ، وفِى حَديثِ

سَمُرَةَ عن أبى عُبَيدَةَ ابنِ الجَرّاحِ دَليلٌ أو شِبهُ دَليلٍ على مَوضِعِ الخُصوصِ،

واللَّهُ أعلَمُ.

18794 - وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ

أحمدَ الأصبَهانِىُّ، حدثنا الحَسَنُ بنُ الجَهْمِ، حدثنا الحُسَينُ بنُ الفَرَجِ،

حدثنا الوأقِدِىُّ، حَدَّثَنِى عبدُ الرَّحمَنِ بنُ عبدِ العَزيزِ، عن الزُّهرِىَّ، عن أبى

سلمةَ، عن أبى هريرةَ قال: خَرَجنا مَعَ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِن خَيبَرَ إلَى وادِى

القُرَى. فذَكَرَ الحديثَ فى فتحِ وادِى القُرَى، قال: فأَقامَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -

بوادِى القُرَى أربَعَةَ أيّامٍ، وقَسَمَ ما أصابَ على أصحابِه بوادِى القُرَى، وتَرَكَ

الأرضَ والنَّخلَ بأَيدِى يَهودَ، وعامَلَهُم عَلَيها، فلَمّا كان عُمَرُ بنُ

الخطابِ أخرَجَ يَهودَ خَيبَرَ وفَدَكٍ، ولَم يُخرجْ أهلَ تَيماءَ ووادِى القُرَى؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015