{الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ} قرأَ إلَى قَولِه: {وَيَتَوَلَّوْا
وَهُمْ فَرِحُونَ} (?) [التوبة: 46 - 50].
قال الشَّيخُ: هو بَيِّنٌ في "مغازى موسى بن عقبة"، و "ابن إسحاق".
17927 - وأخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ البَغدادِىُّ،
حدثنا أبو عُلاثَةَ، حدثنا أبي، حدثنا ابنُ لَهيعَةَ، عن أبي الأسوَدِ، عن عُروةَ
قال: ثُمَّ إنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - تَجَهَّزَ غازيًا يُريدُ الشّامَ، فأَذَّنَ في النّاسِ بالخُروجِ،
وأَمَرَهُم به في قَيظٍ شَديدٍ في لَيالِى الخَريفِ، فأَبطأ عنه ناسٌ كَثيرٌ وهابوا
الرُّومَ، فخَرَجَ أهلُ الحِسبَةِ وتَخَلَّفَ المُنافِقونَ، وحَدَّثوا أنفُسَهُم أنَّه لا يَرجِعُ
أبَدًا، وثَبَّطوا عنه مَن أطاعَهُم، وتَخَلَّفَ عنه رِجالٌ مِنَ المُسلِمينَ، لأمرٍ كان
لهم فيه عُذرٌ. فذَكَرَ القِصَّةَ قال: وأَتاه جَدُّ بنُ قَيسٍ وهو جالِسٌ في المَسجِدِ
مَعَه نَفَرٌ فقالَ: يا رسولَ الله، ائذَنْ لِى في القُعودِ؛ فإِنِّى ذو ضَيعَةٍ وعِلَّةٍ لِى
بها عُذرٌ. فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "تَجَهَّزْ فإِنَّكَ موسِرٌ، لَعَلَّكَ تُحقِبُ (?) بَعضَ بَناتِ
الأصفَرِ". فقالَ: يا رسولَ اللهِ، ائذَنْ لِى ولا تَفتِنِّى ببَناتِ الأصفَرِ. فأَنزَلَ اللهُ
عَزَّ وجَلَّ فيه وفِى أصحابِه: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي
الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} [التوبة: 49] عَشرَ آياتٍ يَتبَعُ
بَعضُها بَعضًا، وخَرَجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - والمُؤمِنونَ مَعَه، وكانَ فيمَن تَخَلَّفَ ابنُ