«السنبوسك» فعَدُّوا عليه إلى أن فرغ من التعميم مئة وخمسين سنبوسكة! ! (?)
أقول: الله أعلم بصحة هذا.
ذكر ابن قتيبة الدينوري ت 276 هـ مبالغة مستطرفة:
(قيل للحارثي: لمَ لا تؤاكل الناس؟
فقال: لو لم أترك مؤاكلتهم إلا لنزوعي عن الأسواري (?) لتركتها!
ما ظنكم برجل نهش بضعة لحم بقر فانقلع ضرسه وهو لا يدري. وكان إذا أكل ذهب عقله وجحظت عيناه وسكر، وسدر [تحيَّر] وتربَّد وجهه [تغيَّر]، وغضب، ولم يسمع ولم يبصر، فلما رأيتُه وما يعتريه ويعتري الطعام منه صرت لا آذن له إلا ونحن نأكل الجوز والتمر والباقلّى؛ ولم يفجأني قطّ وأنا آكل تمراً إلا استفَّه سَفَّا وزدَ [رمى] به زوداً، ولا وجده كنيزاً إلا وتناول القطعة منه كجمجمة الثور كدمها كدما [عضها بأدنى فيه]، ونهشها طولاً وعرضاً، ورفعاً وخفضاً، حتى يأتي عليها؛ ثم لا يقع عضُّه إلا على الأنصاف والأثلاث؛ ولا رمى بنواةٍ قطّ، ولا نزع قمعاً، ولا نفى عنه قشراً، ولا فتَّشه مخافة السوس والدود). (?)