: " حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَلا حَرَجَ، وَحَدِّثُوا عَنِّي وَلا تَكْذِبُوا "، مَعْنَاهُ أَنَّ الْحَدِيثَ إِذَا حَدَّثْتَ فَرَوَيْتَهُ عَلَى مَا سَمِعْتَ حَقًّا كَانَ أَوْ غَيْرَ حَقٍّ - لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ حَرَجٌ، وَالْحَدِيثُ عَنْ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لَا يَنْبَغِي أَنْ يُحَدَّثَ بِهِ إِلَّا عَنْ ثِقَةٍ. وَقَدْ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. من حدث عَنهُ حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فُهَوَ أَحَدُ / الْكَاذِبِينَ. قَالَ: إِذَا حَدَّثْتَ بِالْحَدِيثِ فَيَكُونُ عِنْدَكَ كَذِبًا ثُمَّ تُحَدِّثُ بِهِ، فَأَنْتَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ فِي الْمَأْثَمِ وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَدِيبُ بِنَيْسَابُورَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِجَازَةً قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ الْحَافِظَ الدَّارَقُطْنِيَّ يَقُولُ: وَأَمْلَى هَذَا الْحَدِيثَ: وَظَاهِرُ هَذَا الْخَبَرِ يَدُلُّ عَلَى أَنْ مَنْ رَوَى عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حَدِيثًا هُوَ شَاكٌّ فِيهِ، أَصَحِيحٌ هُوَ أَوْ غَيْرُ صَحِيحٍ؟ يَكُونُ كَأَحَدِ الْكَاذِبِينَ، إِذْ لَمْ يَقُلْ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: وَهُوَ يسبقن أَنه كَاذِب، وَمِنْ مِثْلِ ذَلِكَ كَانَ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ، وَالصَّحَابَةُ الْمُنْتَجِبُونَ، يَتَّقُونَ كَثْرَةَ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. وَيَتَشَدَّدُونَ فِي ذَلِكَ، وَذَكَرَ أُولَئِكَ قَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ إِلَى عَصْرِهِ رَحِمَهُ اللَّهِ، فَلأَجْلِ ذَلِكَ وَمَا أَشْبَهُهُ رَوَيْنَا هَذِهِ الأَحَادِيثَ مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ أَسَانِيدِهَا لِيُعْلَمَ ذَلِكَ. / احْتَجُّوا بِحَدِيثٍ رُوِيَ عَنْ أَبِي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ: " لَا يَحِلُّ بَيْعُ الْمُغَنِّيَاتِ وَلا شِرَاؤُهُنَّ، وَلا تَحِلُّ التِّجَارَةُ فِيهِنَّ، وَأَثْمَانُهُنَّ حَرَامٌ وَالاسْتِمَاعُ إِلَيْهِمْ حَرَامٌ "