(فَإِنْ بَرَزَتْ كَانَتْ لِعَيْنِكَ قُرَّةً ... وَإِنْ غِبْتَ عَنْهَا لَمْ يَعُمَّكَ عَارُهَا)
فَقُلْتُ لَهُ: أَتُغَنِّي أَصْلَحَكَ اللَّهِ. وَأَنْتَ فِي جَلالَتِكَ وَشَرَفِكَ {} ؟ أما وَالله لَا حدون بهَا ركبان نجد، قَالَ: فو اللَّهِ مَا اكْتَرَثَ بِي وَعَادَ يَتَغَنَّى
(فَمَا ظَبْيَةٌ أَدْمَاءُ خَفَّاقَةُ الْحَشَا ... تجوب يظلفيها مُتُونَ الْخَمَائِلِ)
(بِأَحْسَنَ مِنْهَا إِذْ تَقُولُ تَذَلُّلا ... وَأَدْمُعِهَا تَذْرِفْنَ حَشْوَ الْمَكَاحِلِ)
(تَمَتَّعْ بِذَا الْيَوْمِ الْقَصِيرِ فَإِنَّهُ ... رَهِينٌ بِأَيَّامِ السُّرُورِ الأَطَاوِلِ /)
قَالَ: فَنِدِمْتُ عَلَى قَوْلِي لَهُ أَصْلَحَكَ فَقُلْتُ لَهُ: أَتُحَدِّثَنِي فِي هَذَا بِشَيْءٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ حَدَّثَنِي أَبِي. قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وأشعب يُغْنِيه
(مغيرية كَالْبَدْرِ شُبِّهَ وَجْهُهَا ... مُطَهَّرَةُ الأَثْوَابِ وَالْعِرْضُ وَافِرٌ)
(لَهَا حَسَبٌ زَاكٍ وَعِرْضٌ مُهَذَّبٌ ... وَعَنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ مِنَ الأَمْرِ زَاجِرٌ)
(مِنَ الْخَفِرَاتِ الْبِيضِ لَمْ تَلْقَ رِيبَةٌ ... وَلَمْ يستلمها عَنْ تُقَى اللَّهِ شَاعِرٌ)