لَا يقطع هُوَ وَلَا اُحْدُ من أهل الدولة أمرا دون مراجعتها وَلم يزل ذَلِك من عَادَتهَا حَتَّى توفيت وَكَانَت ايضا تكرم الْفُقَهَاء والعباد وتحترمهم وَلذَلِك كَانَت تسَامح ابْن مهْدي حِين بلغَهَا اجْتِهَاده فِي الْعِبَادَة وَرُبمَا بلغَهَا بِنَفسِهِ وَتعرض لَهَا فِي الْحَج وسألها ان تسامحه وَأَهله بِمَا عِنْدهم من الْأَرَاضِي بقريتهم فاجابتهم الى ذَلِك وَمِنْه اكتسبوا الْخُيُول وَالْأَمْوَال كَمَا سَيَأْتِي وَكَانَت وفاتها على الْحَال المرضى أحد شهور سنة خمس واربعين وَخَمْسمِائة وَلم أوغل بذلك لإكمال ذكرهَا الا حَيْثُ عرض ابتداها لِئَلَّا يعرض آخر فَاحْتَاجَ زِيَادَة بَيَان

ثمَّ لم يبْق إِلَّا الْعود الى تَتِمَّة ذكر الْمُلُوك والوزراء وَقد ذكرت اولا قيام من الله وَزِير الابْن سَيّده مَنْصُور ثمَّ بعد ذَلِك شمخت نَفسه على الوزراء وسمت إِلَى الْملك فقلته بالسم وَجعل الْملك لوَلَده فاتك الَّذِي من الْحرَّة علم وَهُوَ اذ ذَاك طِفْل وَتُوفِّي مَنْصُور وَأَبوهُ عَن اكثر من الف سَرِيَّة جعل الْوَزير يتَّصل بِهن وَاحِدَة بعد اخرى حَتَّى لم يسلم مِنْهُنَّ غير الْحرَّة علم ويسير من خواصهن اعتزلوا مَعهَا فِي دارها وَلم يجْعَلُوا لَهُ تطرقا اليهن بِوَجْه من الْوُجُوه وَلَا بِسَبَب من الْأَسْبَاب وَلم يقنع بالسراري حَتَّى تعرض للبنات الْأَبْكَار بَنَات موَالِي هفشق ذَلِك على ساير العبيد وعَلى الْحرَّة وَلم يقدر أحد على دَفعه اذ كَانَ شجاعا مهيوبا وَله وقائع مَشْهُورَة فَقَالَت احدى الحظايا الَّتِي سلمن أَنا احتال لكم فِي قَتله فَإِن لم اقتله فضحنا فِي نفوسنا واولادنا وَقد راسلها فَأَبت فَلَمَّا عزمت عَليّ الامر راسلته ففرح وَقَالَ لرسولها قل لَهَا هَل آتيها أم تَأتِينِي فَقَالَت قدرَة أجل عَليّ بل أَنا آتيه ثمَّ أخذت خرقَة لطختها بِسم قَاتل ووصلت اليه لَيْلًا فحين خلى بهَا جَامعهَا فَلَمَّا فرغ مسحت مذاكيره بالخرقة فَوَقع من فوره مَيتا وَخرجت مسرعة فلحقت بِالْحرَّةِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015