مُقَابل ذَلِك أَمْوَالًا فَلَا تحصل لَهُم وَهَذَا ايضا دَلِيل آخر على توفيقه
وَمن مآثره الْبَاقِيَة فِي عدن الْمِنْبَر الْمَنْصُوب فِي جَامعهَا واسْمه مَكْتُوب عَلَيْهِ وَهُوَ مِنْبَر لَهُ حلاوة فِي النَّفس وطلاوة فِي الْعين وَتُوفِّي عمرَان عَن ثَلَاثَة أَوْلَاد هم مُحَمَّد وابو السُّعُود وَمَنْصُور كلهم صغَار فِي كَفَالَة الاستاذ ابي الدّرّ المعظمي فِي حصن الدملوة والقائم بعدن وَالْمُدبر لأمر الْبِلَاد الشَّيْخ يَاسر بن بِلَال الَّذِي تقدم ذكره فَلم يزَالُوا كَذَلِك حَتَّى قدم السُّلْطَان شمس الدولة توران شاه بن ايوب وَاسْتولى على عدن وهرب يَاسر الى حصن الدملوة
وَهُوَ يَوْمئِذٍ فِيهِ وَقد قدمت مَا كَانَ فِيهِ وَكَانَ انقضا دولة آل زُرَيْع من عدن وَغَيرهَا بِحَيْثُ لم يبْق الا الدملوة بيد ابي الدّرّ حَتَّى بَاعهَا من سيف الاسلام كَمَا قدمنَا لبضع وَسبعين وَخَمْسمِائة
ثمَّ لم يبْق الا اعيان دولتهم اولهم الشَّيْخ السعيد بِلَال الْمُقدم ذكره وَإِن وَفَاته سنة سِتّ اَوْ سبع واربعين وَخَمْسمِائة وَهُوَ الَّذِي انشأ الأديب العندي كَمَا قدمت ذَلِك مَعَ ذكره ثمَّ اسْتخْلف السُّلْطَان مُحَمَّد بن سبأ بعد أَبِيه مدافع ثمَّ أَخُوهُ ابو الْفرج يَاسر بن بِلَال فاقام مَعَه ثمَّ مَعَ وَلَده وَكَانَ رجلا كَبِير الْقدر شهير الذّكر ممدحا يثيب المادحين وَلَا يخيب القاصدين
وَقد ذكر عمَارَة فِي اخبار الشُّعَرَاء نبذة من أخباره وَله الْمَسْجِد الْمَعْرُوف بعدن بِمَسْجِد ابْن الْبَصْرِيّ اذ كَانَ يعاني الْقيام بِهِ ثمَّ انه خرج من الدملوة وَدخل ذَا عدينة متنكرا وَمَعَهُ مَمْلُوكه مِفْتَاح الملقب بالسداسي فَحصل من همز عَلَيْهِ اهل الدولة فَقبض وَاعْلَم بِهِ شمس الدولة فَأمر بشنقه وشنق مَعَه