على اسْم العَبْد الَّذِي قتل موَالِيه أخر بني زِيَاد كَمَا ذكرت ذَلِك وهم جَمِيعًا بالدملوة وَلما علم بِلَال بذلك وَهُوَ اذ ذَاك مستول على عدن وَكَانَ يكره اللأغر والأغر يكرههُ لَكِن لم تطل بِهِ الْأَيَّام فيوقع بِهِ وَكَانَ اخوه مُحَمَّد ابْن سبا قد خشى مِنْهُ فهرب الى مَنْصُور بن الْمفضل واستجار بِهِ فاقام عِنْده بجبلة فَكتب بِلَال الى مُحَمَّد بن سبا بالمبادرة الى عدن ويعده بِالْخَيرِ وَالْقِيَام مَعَه بِالروحِ وَالْمَال فبادر وَنزل فَلَمَّا صَار على قرب من عدن لقِيه بِلَال ملتقى حسنا وترجل بَين يَدَيْهِ وانزله المنظر ثمَّ نزل وَقعد للنَّاس وَبَدَأَ فَحلف ثمَّ اسْتحْلف بَقِيَّة الْعَسْكَر ثمَّ بعد ايام امْرَهْ ان يتَقَدَّم الى الدملوة ويحصارها فَفعل ذَلِك وَاسْتولى على جَمِيع مَا كَانَ لابيه من سهل وجبل ببركة بِلَال ويمنه وسداد رَأْيه ثمَّ أَنه خطب ابْنَته وَتزَوج بهَا وَصرف فِي جهازه اموالا جليلة على الشُّعَرَاء

وَفِي اثناء ذَلِك قدم الرشيد بن الزبير برسالة من مصرالى على الْأَغَر ظنا انه هُوَ فَوَجَدَهُ قد توفّي فَجعل الرسَالَة الى آمحمد بن سبأ إِذْ وجده الْقَائِم وقلده الدعْوَة ونعته بالمعظم وَوَصفه بالمتوج المكين ونعت وزيره الشَّيْخ بِلَال السعيد الْمُوفق السديد وَفِي سنة خمس واربعين ظفر ببني عَمه على بن ابي الغاران وَمُحَمّد بن منيع بن مَسْعُود ورغبة بن ابي الغارات فَقَتلهُمْ فِي سنة سِتّ واربعين وَقيل سنة سبع وَأَرْبَعين وَتُوفِّي الشَّيْخ بِلَال وَفِي سنة سبع واربعين وَخَمْسمِائة ابْتَاعَ من مَنْصُور بن الْمفضل التعكر وَحب وجبلة والجند ونواحيها ثمَّ طلع التعكر وَحب وَفَرح فيهمَا وبذل أَمْوَالًا جليلة فِي طَرِيق الْمَعْرُوف وَالْبر واجازة الشُّعَرَاء وَكَانَ من كرام الْمُلُوك وممدحيهم

قَالَ عمَارَة وَمَكَارِم مُحَمَّد بن سبا أَكثر من أَن تحصر وَتُوفِّي على السِّيرَة المرضية من سير الْمُلُوك وَذَلِكَ سنة ثَمَان واربعين وَقيل تسع واربعين وَقيل خمسين وَخَمْسمِائة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015