.. من حباني وادناني وَقرب ... مَكَاني وَبِي مَا طن طن
وَاصْطَفَانِي واطلعني على ... كل مضنون سره والعلن
ان تواليت بعد الله فِي ... الْحق اكن عَابِد وثن ... واقام ملكا فِي الشحر مُدَّة خمْسا واربعين سنة وَكَانَ عَلَيْهِ قِطْعَة لملوك الغز يحملهَا فِي كل سنة اليهم فَذكر بعض الخبرا ان الْمَنْصُور الرسولي ولى الشحر رجلا غزيا يُقَال لَهُ أرتق بِضَم الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء وَالتَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَسُكُون الْقَاف وَبعث مَعَه نَقِيبًا يعرف بالأصبحي فوصلا الشحر فاقاما فِيهِ سنة أَو سنتَيْن أَو أَكثر ثمَّ حصل بَينهمَا عَدَاوَة احترى بهَا النَّقِيب على قتل الغزى وَخَالف فِي الْبَلَد وَكَانَ السُّلْطَان عبد الرَّحْمَن لما وصلا وَأخذ الْبَلَد تقدم الى بَاب الْمَنْصُور واستصحب هَدَايَا للسُّلْطَان وَمن عَليّ بَابه من اعيان الدولة فَلَمَّا وصل فرق الْهَدَايَا ثمَّ لَاذَ بعلي بن يحيى الْأَمِير الْمَذْكُور أَولا فَلَمَّا اتَّصل علم مَا فعل الأصبحي بالغزي إِلَى الْمَنْصُور سَاءَهُ ذَلِك وَنَدم على عزل عبد الرحمن وراجع عَليّ بن يحيى فِي ذَلِك فَقَالَ يَا مَوْلَانَا أعد بعد الرَّحْمَن فَهُوَ أولى من أَن تبْعَث عسكرا واقرب فاستدعاه وخلع عَلَيْهِ وامره بالتقدم الى بَلَده فاجاب بِالطَّاعَةِ وَسَأَلَهُ ان يُعينهُ بِمَال فوعده بِهِ وَلم يُعْطه فاقترض من عَليّ بن يحيى شَيْئا ثمَّ عمل صناديق وَحملهَا على جمال موهما ان بهَا مَالا وَسَار فِي طَرِيق الْبر واستعان فِي مسيره بالعرب فصبحه مِنْهُم جمع كثير وَدخل الشحر فاستذم الأصبحي وَخرج الى مقدشوه ثمَّ توفّي الْمَنْصُور فَقدم السُّلْطَان عبد الرحمن الى الْملك المظفر بِهَدَايَا جليلة من جُمْلَتهَا قِطْعَة عنبر تشبه الْفِيل فِي الْعظم وبالمسك فِي الرَّائِحَة فكافأه المظفر على ذَلِك مُكَافَأَة