الْوُصُول الاخشية ان يعرفهَا الْفَقِيه فيعيدها عَلَيْهَا قد جَعلتهَا بَين دراهمي فانتقاها الْفَقِيه واخرجها باعيانها كانه قد عرفهَا واما السِّتَّة عشر درهما فَسئلَ عَنْهَا صَاحبهَا وَهُوَ ذَاك الرجل فاتيت الرجل الَّذِي اشار اليه وَسَأَلته عَن قصَّة الدَّرَاهِم فَقَالَ هِيَ من شيخ الصميين كَانَ مرض لَهُ فرس وَنذر للفقيه فَلَمَّا شفي وَعلم اني وَاصل اليه الى الْفَقِيه امْر بهَا معي لعلمه انه لَو وصل بهَا لم يقبلهَا مِنْهُ فَلَمَّا اجْتمعت بِجَمَاعَة مَعَهم دَرَاهِم فتحا ناولتهم إِيَّاهَا فخلطوا بَين دراهمهم واخرجها الْفَقِيه بِأَعْيَانِهَا وأعادها إِلَيّ كَمَا رَأَيْت وسالت هَذَا الْمخبر عَن سيرته فَقَالَ كَانَ يخرج فِي الثُّلُث الاخير من اللَّيْل الى الْمَسْجِد فَلَا يزَال مُصَليا تاليا لِلْقُرْآنِ حَتَّى الْفجْر فيركع ثمَّ يُصَلِّي الْفَرْض ثمَّ يحرم بِالذكر حَتَّى تطلع الشَّمْس ثمَّ يرْكَع الضُّحَى ثمَّ يقبل على اصحابه فيعظهم بالحكمة حَتَّى يرْتَفع النَّهَار ثمَّ يقوم الى الْبَيْت فيدعو النَّاس للغدا فَلَا يزالون يتغدون فوجا فوجا حَتَّى ينقطعوا عِنْد الزَّوَال ثمَّ يتَوَضَّأ وَيخرج الى الْمَسْجِد فَيصَلي التَّحِيَّة حِين يدْخلهُ فاذا ثَبت عِنْده الزَّوَال صلى الظّهْر بعد الاتيان بالسنن من اذان وَصَلَاة ثمَّ لَا يزَال مشتغلا بالتلاوة وَالذكر حَتَّى يدْخل وَقت الْعَصْر كَمَا فعل وَقت الظّهْر الا انه مَتى صلى الْعَصْر اقبل على النَّاس يَعِظهُمْ ويكلمهم بالحكمة كَمَا فعل بعد الضُّحَى سَاعَة ثمَّ يذهب الى الْبَيْت ويستدعي النَّاس فيعشيهم حَتَّى تصفر الشَّمْس ثمَّ يذهب الى الْمَسْجِد فَيصَلي تحيته وَيُصلي الْمغرب حِين تسْقط الشَّمْس ثمَّ لَا يزَال فِيهِ حَتَّى يكون ثلث اللَّيْلَة فَيخرج وَيفْعل كَمَا يفعل اولا وَلم يزل ذَلِك دابه حَتَّى توفّي وَكَانَ لَا يتكسب بحراثة وَلَا زراعة وَلَا دروزة وَمَتى علم باحد من اصحابه انه دروز طرده وَكَرِهَهُ وَتُوفِّي بقرية على سَاحل المحالب تعرف باللحية بلامين احدهما مَضْمُومَة مُشَدّدَة وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة وَالْيَاء الْمُثَنَّاة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015