الاكبر عَزله للهوى بابراهيم العسقلي ثمَّ لامه على ذَلِك غَالب الْفُقَهَاء فاعاده وَمن النواحي الْبَيْت الْمَشْهُور بالفقه وَالْعِبَادَة وهم الْقَوْم الَّذين يعْرفُونَ ببني سود فيهم جمَاعَة يذكرُونَ بِالْعلمِ والورع غير انهم شهروا بخلطة ائمة الزيدية حَتَّى اتهموا بِالدُّخُولِ فِي مَذْهَبهم وَرُبمَا قطع بذلك بشر كثير فَمن متقدميهم فَقِيه اسْمه حسن ابْن مُحَمَّد كَانَ فَاضلا بفن الادب وَله قريحة يَقُول الشّعْر وغالب شعره فِي مدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَله معشرة فِي مدح الامام الزيدي احْمَد بن الْحُسَيْن مِنْهَا قَوْله فِي قافية الالف شعر
... الا عَليّ طرا من أَسمَاء ... اسلوا وَمَا كنت مُحْتَاجا لابلاء
اسماء تعلم اني غير معتوض ... بهَا واني لسواها غير هَوَاء
اهوى لقاها وان قَالُوا بِهِ تلف ... فالموت من عَيْش وَمَاء
ابكي وتضحك من تيه وَمن ملق ... شتان مَا بَين ضحاك وبكاء ... وَذكر ان الامام لم يَعش بعد هَذِه المعشرة غير يسير وَمِنْهُم حُسَيْن بن ابي بكر بن حُسَيْن شهر بالفقه وَالصَّلَاح وشهرت لَهُ كرامات وَكَانَ مُعظما عِنْد النَّاس تفقه بعض التفقه على سُلَيْمَان بن الزبير الَّاتِي ذكره ثمَّ غلبت عَلَيْهِ الْعِبَادَة والورع وسلوك طَرِيق الْفُقَهَاء بالناحية لَكِن بلغ مُلُوك الغز أَنه مُتَّصِل بالمطهر امام الزيدية فِي عصره فكرهوه وهموا بامساكه وَكَانَ لَا يسْتَقرّ بِموضع ينالونه وقبضوا بعض اهله لذَلِك وسجنوا بزبيد حَتَّى مَاتَ بَعضهم فِي الاسر وَقَامَ باظهار ذَلِك مِنْهُ الْفَقِيه احْمَد وَإِمَّا هَذَا حُسَيْن فَكَانَ مَشْهُورا بالزهد والورع وَكَانَ يُنكر على الْفُقَرَاء السماع والرقص وَلذَلِك اجْمَعْ الْفُقَهَاء والفقراء عَلَيْهِ وَلم يزل حذرا