أَدْرِي هَل خرج أهل كونعة من الشفير أَو ورد بَعضهم إِلَيْهِ وَبَعْضهمْ كونعة أَو كَيفَ كَانَ الْقَضِيَّة فَمن الشفير كَانَ لمُوسَى الاكبر الَّذِي ذكره ابْن سَمُرَة هُوَ اخ ثَالِث غير الَّذِي ذكره ابْن سَمُرَة اسْمه ابو بكر كَانَ فَقِيها مقرئا تفقه باخيه وَهُوَ جد الْمقري الغيثي الَّاتِي ذكره وَفَاته سنة ثَمَانِي عشرَة وستماية وَله اربعة اولادهم مُوسَى فاحمد احْمَد كَانَ مقرئا صَالحا شرِيف النَّفس يقوم بكفاية من جأه من الطّلبَة وَكَانَ مَعَ ذَلِك متعبدا يُصَلِّي الصُّبْح بوضؤ الْعشَاء ارْبَعْ عشرَة سنة واما مُوسَى وَعمْرَان وَمُحَمّد فتفقهوا بابيهم بقرية الشفير وَكَانَ لمُوسَى اربعة بَنِينَ يُوسُف وَالِد الْمقري الغيثي ثمَّ الامين تفقه الامين بِمُحَمد بن عَليّ الفتحي وَكَانَ مَشْهُورا بالصلاح وَالْعِبَادَة وصحبة الْخضر عَلَيْهِ السَّلَام وَكَثِيرًا مَا كَانَ يرى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَت وَفَاته برجب سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة
وَأما يُوسُف فتفقه ثمَّ سلك طَرِيق الْعِبَادَة وَكَانَ مصاحبا لجَماعَة من عباد وصاب يَجْتَمعُونَ بجبل الْعنين وَهُوَ اذ ذَاك لَيْسَ بِهِ أحد انما تسكنه السبَاع وَلما حصلت الالفة بَينه وَبَين بعض الْعباد ازوجه بابنة لَهُ فاولدت لَهُ المقرى مُحَمَّد بن يُوسُف الملقب بالغيثي لقب بذلك لانه وَقت مَا ولد وَكَانَ النَّاس قليلي الْغَيْث فتواتر حِينَئِذٍ اياما حَتَّى ملوه وَلم يزل يُوسُف على ذَلِك حَتَّى توفّي بِالْجَبَلِ وَقد ابتنى بِهِ بَيْتا فِي رَمَضَان سنة ارْبَعْ وَخمسين وستماية واسْمه مُحَمَّد وَاخْبَرْ الْمقري بذلك كُله وان ميلاده الْمحرم اول سنة ارْبَعْ وَخمسين وستماية واسْمه مُحَمَّد واخبرت سَبَب لقبه بالغيثي واخبرني ان ميلاده كَانَ قبل وَفَاة ابيه باربعة اشهر بِالْجَبَلِ الْمَذْكُور وَدفن الى جنب مَسْجِد وَبَيت احدثهما هما باقيان وزرت قَبره فَلَمَّا شب ذهب الى اهله بقرية الشفير فَقَرَأَ مَعَهم الْقرَان ثمَّ ارتحل الى حراز فاخذ عَن ابي زاكي الْقرَاءَات السَّبع ثمَّ عَاد مِنْهُ إِلَى السحول فَأدْرك بهَا عمر بن إِبْرَاهِيم فَأخذ عَنهُ إِذْ ذَاك شَيْئا من كتب الْقرَاءَات وَأخذ عَن أَحْمد الرعاوي مُخْتَصر الْحسن وَعنهُ أَخذ الرعاوي الْقُرْآن تِلْكَ الْمدَّة ثمَّ ذهب الى ريمة فاخذ بهَا عَن الْفَقِيه الْحِمْيَرِي