وَسُكُون الْهَاء كَانَ بِهِ فَقِيه اسْمه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حميدة الصهاني ابتنى وَالِده اوجده مدرسة جَيِّدَة بالموضع وَكَانَ يَسْتَدْعِي المدرسين اليها فيدرسون بهَا فَكَانَ هَذَا عمر يقْرَأ عَلَيْهِم حَتَّى تفقه ثمَّ صَار يحسدهم بعد ذَلِك وينكد عَلَيْهِم تنفيرا لَهُم عَنْهَا وطلبا للاستيلاء عَلَيْهَا حَتَّى ذكر انه فحش على رجل اسْمه ابو بكر بن غَازِي كَانَ رجلا صَالحا مِمَّن اخذ عَن الحضارم بتهامة وَعَن عَليّ بن الْحسن الاصابي فَلَمَّا طَال ذَلِك عَلَيْهِ دَعَا عَلَيْهِ فَلم يكد يفلح بهَا وفارقها الْفَقِيه ولبث مستوليا بعده على الْمدرسَة اياما فأوقع الله بَينه وَبَين اهله شرا نفر مِنْهُم تخشيا من الْقَتْل وَصَارَ الى قَرْيَة الجبابي الْمُقدم ذكرهَا فدرس بمدرسة اسد الدّين ثمَّ انْتقل الى بلد بني نَاجِي فدرس مَعَهم بقرية المخادر مُدَّة وَلما قَامَ الْمُؤَيد واقام فِي الْقَضَاء والوزارة بَنو مُحَمَّد بن عمر جَعَلُوهُ مدرسا بالنجمية بِذِي جبلة وَصَارَ شيخ بَلَده يركب وَبَين يَدَيْهِ الشفاليت لاسلاح كعادة جنس بعض أَهله الَّذِي كَانَ يتخشى مِنْهُ واخاف بَعْضًا وَمَا احسن قَول ابي الطّيب المتنبي ... وَالظُّلم من شيم النُّفُوس فان تَجِد ... ذَا عفة فلعلة لَا يظلم ... وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى توفّي بِبَلَدِهِ لبضع وسبعماية
وَمِنْهُم عبد الرَّحْمَن بن ابي بكر ابْن سبأ الشّعبِيّ تفقه بِمُحَمد الاصبحي وَتزَوج بابنته وَهُوَ وَصِيّه ومنصوبه على اولاده وَولى قَضَاء بَلَده من قبل بني مُحَمَّد بن عمر مُدَّة ثمَّ انْفَصل عَنهُ ثمَّ توفّي فِي شعْبَان سنة احدى وَعشْرين وسبعماية
وَمن عدن المناصب ابو الْخطاب عمر بن احْمَد تفقه بعمر بن سعيد واخذ عَنهُ وَشهر بِصُحْبَتِهِ وَهُوَ صَاحب رُؤْيا صَاحب المقداحة حِين سَأَلَهُ