وَصلى وام بِالنَّاسِ وَلما بلغه ان رجلا وصل الى الْفَقِيه احْمَد بن جديل وَقَالَ يَا سَيِّدي الْفَقِيه رَأَيْت قبلي التعكر نورا من الارض صاعدا حَتَّى خرق السَّمَاء فَمَا ذَلِك يَا سَيِّدي قَالَ بقبلي التعكر القطب وَيَوْم يَمُوت ترتج الارض لمَوْته اخبرني جمَاعَة من أَصْحَابه انهم كَانُوا يتذاكرون ذَلِك وَيَقُول بَعضهم بحضر الْفَقِيه رُبمَا أَنه انا فيبتسم الْفَقِيه وَيَقُول وَرُبمَا يكون عَظِيما فِي معرفَة الْعلم اخبرني الثِّقَة أَنه وَصله قَاصد يُرِيد الْقِرَاءَة عَلَيْهِ فَاعْتَذر لي لعلمه انني أُرِيد السرعة والعودة الى الْبِلَاد ثمَّ سَأَلَني مَا اريد اقرا فاخبرته انني اريد الْفَرَائِض فَقَالَ لي عَلَيْك بزبيد بِابْن مُعَاوِيَة فامتثلت قَوْله وقصدت زبيد وقرأت على الرجل ثمَّ عدت الْبَلَد فمررت على الْفَقِيه فَسَأَلَنِي عَن حَالي فَأَخْبَرته أَنِّي قَرَأت مَا أردْت فَسَأَلَنِي عَن مسَائِل عديدة مِنْهَا مَا عرفت وَمِنْهَا مَا عرفني فَظهر لي أَنه بالفرائض امام عصره ثمَّ عدت بلدي فأقمنتب بهَا مَا شَاءَ الله ثمَّ عزمت على قِرَاءَة الْفِقْه فَقلت اقصده واقرأ عَلَيْهِ الْمُهَذّب فَلَمَّا اتيته اعتذر مني بقلة الْفَرَاغ فارشدني الى الْفَقِيه عَليّ بن الْحُسَيْن الْمُقدم الذّكر وَكتب لي اليه ورقة فاتيته وقرات عَلَيْهِ الْمُهَذّب فَلَمَّا اكملته اتيت الْفَقِيه فَقَالَ لي قَرَأت قلت نعم فباحثني سَاعَة وذاكرني باشكالات ظَنَنْت أَن الَّذِي قَرَأت عَلَيْهِ لَا يعرفهَا فعجبت من ذَلِك من كَون النَّاس لايقولون انه فِي الْفِقْه عَارِف لاشتغاله بِالْعبَادَة وعَلى الْجُمْلَة فمكارمه وكرامته اكثر من ان تحصى ثمَّ كَانَت وَفَاته لَيْلَة السبت بَين الْمغرب وَالْعشَاء لليلتين بقيا من الْحجَّة اخر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وقبر على قرب من بَيته ومسجده وتربته اكثر الترب قصدا فِي الزِّيَارَة قل ان يَنْقَطِع الزائرون عَنْهَا لَيْلًا اَوْ نَهَارا لم اجد من ترب الاخيار مَا يشبهها غير تربة الامام زيد بن عبد الله اليفاعي فِي الْجند مَعَ قدم الْعَهْد بِهِ بصاحبها وَمَتى وصلهما الزائر اَوْ احدهما وَسَأَلَ ذمَّة بحاجته وجد شَعْرَة بيضًا فياخذها ويحتفظ بهَا فَيَقْضِي الله حَاجته وَلَا يزَال فِي خير مَا دَامَت الذِّمَّة مَعَه وَلَقَد جرى ذَلِك بتربة هَذَا مَا اخبرني الثقاة عَن تربة الامام زيد بذلك ثمَّ مَا استجار بهَا اُحْدُ الا وَفِي وان هم بِهِ اُحْدُ سلط الله عَلَيْهِ شاغلا يشْغلهُ حَتَّى لَا يُطيق شَيْئا ثمَّ اصحاب هَذَا الْفَقِيه يَقُولُونَ مَا ظهر حَال الْفَقِيه بعد مَوته أَكثر مِمَّا كَانَ فِي حَيَاته
وَلَقَد اخبرني