على عَادَة المصريين اذ يسمون رُؤَسَاء الْكتاب قُضَاة وَله مسموعات كَثِيرَة وَهُوَ شيخ اهل عرشان وَغَيرهم بكتب الادب خَاصَّة وَلما قدم مُحَمَّد بن ابي نوح صَاحب الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة فِي المقامات اخذ عَنهُ شَيْئا عَن كتب الْأَدَب حِين قدم جبلة وَكَانَ للقضي هَذَا صُحْبَة ومودة مَعَ اهل عرشان بِحَيْثُ كَانَ يكْتب اليه القَاضِي احْمَد ايام هربته الى بِلَاد العوادر من الْمعز بن سيف الاسلام

... قل للسديد أبي الْفرج ... جَاءَ المبشر بالفرج ... قتل الْمعز بجنده فِي كل فج

فَلم تطل الايام حَتَّى قتل الْمعز على مَا سَيَأْتِي

وَمِمَّنْ اخذ عَن هَذَا الشَّيْبَانِيّ ابراهيم بن عجيل مقدم الذّكر اخذ عَنهُ مُقَدّمَة ابْن بَاب شاد بشرحها واليه يَنْتَهِي طريقنا فِي قرَاءَتهَا وَهَذَا من الطَّبَقَة الْمُتَقَدّمَة وانما اخرته لانه لم يكن من المفتيين بل فنه الادب مَعَ تعلقه بالخدم السُّلْطَانِيَّة ثمَّ صَار الْعلم بعد من ذكر الى طبقَة اخرى فِي جمَاعَة

مِنْهُم ابو الْفضل عَبَّاس بن مَنْصُور ابْن عَبَّاس البريهي السكْسكِي مولده سنة عشرَة وسِتمِائَة تَقْرِيبًا وتفقهه بعمر بن مَسْعُود الابيني الْمُقدم الذّكر وَمُحَمّد بن اسماعيل الْحَضْرَمِيّ وببطال بن احْمَد الَّاتِي ذكرهمَا فِي اهل ناحيتهما ان شَاءَ الله تَعَالَى وَكَانَ من اعرف النَّاس بكتب الشَّيْخ ابي اسحاق واكثرهم لَهَا نقلا ودرسا روى بعض الصَّالِحين بعد مَوته وَسُئِلَ عَن هَذَا عَبَّاس فَقَالَ هُوَ فِي ضِيَافَة الشَّيْخ ابي اسحاق وَلما ورد امْر السُّلْطَان المظفر على قَاضِي الْقُضَاة يَوْمئِذٍ بفصل مُحَمَّد بن يُوسُف الَّاتِي ذكره عَن الْقَضَاء جعل هَذَا عَبَّاس مَكَانَهُ وَكَانَت ارزاق الْقُضَاة اذ ذَاك من جِزْيَة الْيَهُود فَلَمَّا اراد المظفر ان يبتني مدرسة بمغربة تعز امْر بِجمع الْجِزْيَة من كل بلد ويعوض اربابها من مَال الْخراج فحين علم القَاضِي عَبَّاس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015