واحدثها انه لَو كَانَ لي مَال لفَعَلت بِهِ كَذَا وَكَذَا من الطَّاعَات والمباحات اذ سَمِعت قَارِئًا قَرَأَ وَلَو بسط الله الرزق لِعِبَادِهِ لبغوا فِي الارض وَلَكِن ينزل بقد ر مَا يَشَاء
فَخرجت من الْموضع وتأملت هَل من تال أَو غَيره فَلم اجد احدا فَعلمت انها موعظة من الله تَعَالَى وَكَانَ يَقُول كَانَت لي جَارِيَة كنت لَهَا محبا وَكَانَت زَوْجَتي تعلم ذَلِك فتغار عَليّ فَقَالَت اني لَا اطيب مَعَك اَوْ تبيعني الْجَارِيَة فاذا صَارَت فِي ملكي امنتك عَلَيْهَا فَقلت فِي نَفسِي اطيب قَلبهَا وابتاعها عَلَيْهَا عقدا ثمَّ اخْتَار فَسخه فِي الْمجْلس فَلَمَّا فعلت ذَلِك عرض لي قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لكل غادر لِوَاء يعرف بِهِ يَوْم الْقِيَامَة ثمَّ قلت لَا أغدر ثمَّ أتممت البيع وَعرفت نَفسِي وَكَانَت وَفَاته على الطَّرِيق المرضي نَهَار الِاثْنَيْنِ مستهل الْحجَّة من سنة تسع وَثَمَانِينَ وستماية وَقد بلغ عمره بضعا وَخمسين سنة وقدمته لتحقيق ورعه وان كَانَ فِي الِاثْنَيْنِ من هُوَ اشهر مِنْهُ لَكِن رجح شهرة هَذَا وورعه وصلاحه
وَمِنْهُم احْمَد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن سَالم الاصغر اليزيدي ثمَّ الشّعبِيّ نسبا والاشرقي بَلَدا نسبته فِي بني سَالم الامام الْمُقدم الذّكر بذى اشرق اليه تنْسب الْمدرسَة الاشرقية بمغربة تعز تفقه بالامام اسماعيل الْحَضْرَمِيّ مقدم الذّكر وَبِه تفقه مُحَمَّد بن عَبَّاس مقدم الذّكر وَجَمَاعَة من اهل تعز وَكَانَ يرْوى عَنهُ انه قَالَ كنت بالضحي يَوْمًا اطالع التَّنْبِيه فِي ظلّ الْمَسْجِد اذ بِي ارى على ورق الْكتاب نورا يتلالأ فَرفعت رَأْسِي واذا بشيخ ذِي لحية كثة عَظِيمَة ينظرمعي فِي الط سَاعَة ثمَّ عدت فَلم أر احدا ورايت على الْكتاب اثر النُّور كَمَا يكون اثر الْحَيَوَان الْمُسَمّى بالنوارى فَذكرت ذَلِك لشيخي الْفَقِيه اسماعيل فَقَالَ ذَلِك الشَّيْخ هُوَ الشَّيْخ ابو اسحاق مُصَنف الْكتاب وَقد كَانَ يأتيني ايام الْقِرَاءَة وَقَالَ سَمِعت الْفَقِيه اسماعيل يَقُول اعطوا الْعلم كلكُمْ يعطكم بعضه فانكم ان