من مَشى فِي حَاجَة أَخِيه الْمُسلم حافيا حاسرا اتاه الله اجرا عَظِيما فَلذَلِك جِئْت كَذَلِك فَقَالَ يَا سيدنَا انما حبس بامر من السُّلْطَان وَلَا يُمكن اخراجه الا بعد مُرَاجعَته وانا الان اراجعه فِي ذَلِك ثمَّ استدعي بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاس وَكتب الى السُّلْطَان يُعلمهُ بوصول القَاضِي اليه حافيا حاسرا وانه يشفع لفُلَان وامر بهَا رَسُولا محيا فَعَاد مسرعا بِالْجَوَابِ باطلاق الرجل وَقَالَ شَفَاعَة القَاضِي مَقْبُولَة ثمَّ لم يخرج القَاضِي من بَيت الامير الا وَالرجل مَعَه فَانْظُر كَيفَ كَانَ فعل هَذَا الرجل وانه لما كَانَ لله وجد لَهُ قبولا وَلَو فعل اُحْدُ من اهل هَذَا الزَّمَان كَمَا فعل لنسب الى التخيل وَلم يقبله عقل وَلَا اثمر وَنسب الى الْجُنُون وَكَانَ لهَذَا القَاضِي عِنْد السُّلْطَان مَحل من طَرِيق الْوَرع وَالصَّلَاح وَلَقَد اخبرني الثِّقَة وَهُوَ الْفَقِيه عُثْمَان الشرعبي وَهُوَ الَّذِي علقت عَنهُ غَالب اخبار هَذَا القَاضِي وَغَيره من فُقَهَاء تعز الْمُتَقَدِّمين قَالَ كتب اهل بلد من غير تعز يَشكونَ قاضيهم الى المظفر فَكتب السُّلْطَان يَا قَاضِي بهاء الدّين أنظر فِي أَمرهم فالقضاة كلهم فِي النَّار إِلَّا مُحَمَّد بن عَليّ وَذَلِكَ لما تحقق من ورعه ببحث شاف على يَد من يثقه وَله فِي الامانة اخبار مِنْهَا ان بعض التُّجَّار من اهل تعز مرض مَرضا شَدِيدا فامر على القَاضِي فَلَمَّا حَضَره استخلي بِهِ ثمَّ اشار الى مَوضِع فِي الدَّار وَقَالَ انني بنيت هَذَا الْموضع بيَدي على مَال جزيل لَا اكاد احصر مبلغه وقضضت عَلَيْهِ بيَدي ايضا واولادي صغَار وَقد نزل بِي مَا ترى من الْمَرَض واخشى الْمَوْت وَلم استطع اعلام اُحْدُ غَيْرك ليَكُون وَدِيعَة مَعَك فَمَا علم بِهِ اُحْدُ إِلَّا الله تعلى فَقَالَ القَاضِي لَا بَأْس امْرَهْ ان يُوصي الى شخص جيد باموره الظَّاهِرَة فَفعل ثمَّ توفّي الرجل وَكبر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015