وَسن تفقه بشيوخ الملحمة وَأخذ عَن طَاهِر بن يحيى وَفِي الْمحلة قَرْيَة بوادي السحول بِفَتْح الْمِيم والحاء الْمُهْملَة وَاللَّام مَعَ التَّشْدِيد ثمَّ هَاء سَاكِنة فَقِيه اسْمه مُحَمَّد بن أسعد بن أَحْمد بن عبد الله بن أبي أَفْلح
وَمن رفود بِفَتْح الرَّاء وَضم الْفَاء وَسُكُون الْوَاو ثمَّ دَال مُهْملَة قَرْيَة بالوادي أَيْضا فَقِيه اسْمه أَبُو السُّعُود بن مُحَمَّد كَانَ مَوْجُودا سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة هَذَا لم يُورِدهُ ابْن سَمُرَة لَكِن لما طلعت السحول من بلدي الْجند وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَسَبْعمائة بعد أَن كنت وجدته مَذْكُورا فِي الْأَسَانِيد سَأَلت عَنهُ فَقِيه السحول يَوْمئِذٍ أَحْمد بن سَالم الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله وَكَانَت لَهُ معرفَة بأحوال النَّاس مَعَ قدم سنّ وَصدق مذاكرة وَقَالَ كَانَ يذكر بِالْخَيرِ فروى عَنهُ بعض الْفُقَهَاء أَنه روى بِسَنَد صَحِيح إِلَى رجل من الْحَبَشَة وَأثْنى عَلَيْهِ بِالْفَضْلِ أَنه كَانَ ذَات لَيْلَة فِي زمرة الْحَبَشَة ودولتهم بتهامة نَائِما على طَهَارَة إِذْ أَتَاهُ تِسْعَة رجال من أهل بَلَده ركبانا يعرفهُمْ فَسَلمُوا عَلَيْهِ فَرد عَلَيْهِم السَّلَام وسألهم أَيْن تُرِيدُونَ فَقَالُوا مَكَّة حرسها الله نشكو مُنكر هَؤُلَاءِ الْحَبَشَة وفعلهم مَعَ النَّاس فَقلت وَأَنا مَعكُمْ ثمَّ ركبت دَابَّتي وسرت مَعَهم حَتَّى أَتَيْنَا مَكَّة فَدَخَلْنَا الْحرم وَوجدنَا رجلا مُسْتَندا إِلَى الرُّكْن الأسحم وَعَلِيهِ كسَاء أَبيض فسلمنا عَلَيْهِ فَرد علينا وَقَالَ مَا تُرِيدُونَ فَقُلْنَا نشكو إِلَيْك الْحَبَشَة فَإِنَّهُم قد أظهرُوا الْمُنكر ببلادنا فَقَالَ روحوا فقد سلط الله عَلَيْهِم رجلا من الْيمن يُقَال لَهُ ابْن مهْدي يقتلهُمْ وينتقم مِنْهُم ثمَّ ظهر ابْن مهْدي فِي النّوم فَفعل الأفاعيل الْمَشْهُورَة عَنهُ قَالَ الرَّائِي فَرَأَيْت الْقَوْم بأعيانهم قد جَاءُوا ركبانا على الدَّوَابّ كَمَا جَاءُوا أَولا فسألتهم أَيْن تذهبون فَقَالُوا قَوْلهم الأول نُرِيد مَكَّة نشكو فعل ابْن مهْدي وَمَا صنع بعد الْحَبَشَة فَقَالَ روحوا فقد سلط الله عَلَيْهِ أهل الذوائب فَنَظَرت الغز وذوائبهم كَمَا ذكر فَبينا أَنا فِي نومتي تِلْكَ إِذْ بِأَصْحَابِي قد جَاءُوا على حَالهم الأول فِي الرّكُوب والتهيؤ بهيئة السّفر فَقلت أَيْن تُرِيدُونَ فَقَالُوا مَكَّة نشكو فعل الغز وَمَا يصنعون بِالنَّاسِ إِلَى ذَلِك الرجل فَقلت وَأَنا