إلى ربه - سبحانه وتعالى - نحو السماء لا يلتفت عنه يمنة ولا يسرة، والمسلمون في سجودهم يقول القائل منهم: «سبحان ربي الأعلى» فلا يجد من قلبه إلا الاتجاه نحو السماء.
ويشهد لذلك ما جرى بين المُحَدِّثُ أَبُي جَعْفَرٍ الهَمَذَانِيّ وإمام الحرمين أبي المعالي الجويني حيث حضَر المُحَدِّثُ أَبُو جَعْفَرٍ الهَمَذَانِيّ فِي مَجْلِسِ وَعظِ أَبِي المَعَالِي الجويني، فَقَالَ: «كَانَ اللهُ وَلاَ عرش، وَهُوَ الآنَ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ» (?).
فَقَالَ أَبُو جَعْفَر: «أَخْبِرْنَا يَا أسْتَاذ عَنْ هَذِهِ الضَّرُوْرَة الَّتِي نَجدُهَا، مَا قَالَ عَارِفٌ قَطُّ: يَا الله! إِلاَّ وَجَد مِنْ قَلْبِهِ ضَرُوْرَة تَطلب العلوَّ وَلاَ يَلتَفِتُ يَمنَةً وَلاَ يَسرَةً، فَكَيْفَ نَدفَعُ هَذِهِ الضَّرُوْرَة عَنْ أَنْفُسنَا؟»، أَوْ قَالَ: «فَهَلْ عِنْدَك دوَاءٌ لدفعِ هَذِهِ الضَّرُوْرَة الَّتِي نَجدُهَا؟».
فَقَالَ: «يَا حَبِيْبِي! مَا ثمَّ إِلاَّ الحَيْرَة».
وَلطم عَلَى رَأْسِه، وَنَزَلَ، وَبَقِيَ وَقت عَجِيْب، وَقَالَ فِيمَا بَعْد: «حيَّرنِي الهَمَذَانِيّ» (?).