والمادية فهي ـ بلا شك ـ ساهمت في تحطيم سُمعتهم الحربية المرعبة لأن مقاومة الكامل أصبحت رمزاً لإرادة المقاومة ضد التَّتار، وأصبح الكامل بموته قدوة ومثالاً للتضحية والشهادة (?).
وكذلك مدينة ميافارقين التي تقع الآن في شرق تركيا إلى الغرب من بحيرة"وان" فقد كانت جيوش الكامل الأيوبي تسيطر على شرق تركيا، بالإضافة إلى منطقة الجزيرة، وهي المنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات من جهة الشمال، أي أنه يسيطر على الشمال الغربي من العراق وعلى الشمال الشرقي من سوريا (?).
6 ـ ماردين: بعد أن تمكن هولاكو من انهاء الأمر في ميافارقين أشار على امرائه بالزحف على مدينة ماردين، التي كانت تتمتع الأخرى بحصانة كبيرة، إذ تعجب المغول من ارتفاع قلعتها واستحكاماتها لذلك عمد هؤلاء القادة إلى اتباع نهجهم التقليدي بارسال الرسل إلى صاحبها الملك السعيد، بالتهديد والوعيد إلا أن الملك السعيد نجم الدين ايلغازي الارتقي، أبى الانصياع إلى أوامرهم ورد عليهم قائلاً: كنت قد عزمت على الطاعة والحضور إلى الملك، ولكن حيث أنكم قد عاهدتم الآخرين، ثم قتلتموهم بعد أن اطمئنوا إلى عهدكم وامانكم، فإني الآن لا اثق بكم، وأن القلعة بحمد الله تعالى مشحونة بالذخائر والاسلحة ومليئة برجال الترك وشجعان الكرد (?) وضرب الحصار الشديد على ماردين وعلى كل فإن هولاكو استطاع خلال تلك الفترة أن يستولي على آمد وحران والرها وسروج وعدد كبير من مدن وحصون اقليم الجزيرة، ومن ثم قرر هولاكو إرجاء أمر ماردين ريثما يصفى حسابه مع الشام، فعبر الفرات على رأس قواته قاصداً حلب فاستولى عليها في المحرم من عام 658هـ /1259م وعاد الحصار من جديد واثناء الحصار توفي الملك السعيد بسبب وباء انتشر بين سكان القلعة فهلك أكثرهم فتولى الحكم ابنه الملك المظفر، وتمت مفاوضات بين الملك المظفر والمغول وتم الصلح مع المغول وكان هولاكو قد أرسل بكوهداي أحد كبار أمراء المغول إلى ماردين وأعلن كوهداي إسلامه على يد الملك المظفر وزوجه الأخير أخته وأعقب ذلك مسير الملك المظفر بنفسه إلى هولاكو في رمضان من السنة نفسها يحمل الهدايا إليه، فاجتمع به هولاكو وأكرمه، ثم قال له: بلغني أن أولاد صاحب الموصل هربوا إلى مصر، وأنا أعلم أن أصحابهم كانوا سبب ذلك، فاترك أصحابك الذين رافقوك عندي، فإني لا آمن أن يحرفوك