وكان أصحابه يسمونه الملك الجواد (?)، فيما بينهم وعملوا على تزويجه من أحد أميرات البيت الأيوبي، وهي ابنة الملك المظفر تقي الدين محمود ملك حماة، بل إنهم تآمروا على قتل أيبك ليخلو الجو لأقطاي (?)، قال الذهبي عنه: فعظم، وصار نائب المملكة للمعز وكان بطلاً شجاعاً جواداً، مليح الشكل، كثير التحمل، أبيع بألف دينار، وأقطع من جمله إقطاعه الإسكندرية، وكان طائشاً ظلوماً عمّالا على السلطنة، بقي، يركب في دست الملك، ولا يلتفت على المعز، ويأخذ ما شاء من الخزائن، بحيث إنه قال: اخلوا لي القلعة حتى أعمل عُرس بنت صاحب حماة بها (?)، وفهم منها المعز أنه مستهدف لإزالته من الحكم فقرّر التخلص منه، واتفق مع مماليكه على ذلك وأرسل إلى أقطاي يستدعيه موهماً له أنه يستشيره في مهمات من الأمور، وأكمن له كميناً من مماليكه وراء باب قاعة الأعمدة بالقلعة وقرر معهم أنه إذا مَرَّ مجتازاً بالدهليز يبتدرونه بسرعة، فلما وردته إلى أقطاي رسالة المعز بادر بالركوب في نفر يسير من مماليكه من غير أن يعلم أحد من خشداشيته (?)، لثقته بتمكن حرمته وطلع القلعة آمناً ولم يدر بما كان له كامناً فلما وصل إلى باب القلعة مُنع مماليكه من الدخول معه، ووثب عليه المماليك المعزَّية فأذاقوه كأس المنية (?)
وكان قتله يوم الاثنين حادي عشرين من شعبان وامر المعز بغلق باب القعلة، فركبت مماليكه وحاشيته وكانوا سبعمائة فارس ومعهم جماعة من البحرية وقصدوا قلعة الجبل، بناءً على أن المعز قُبض عليه فبينما هم كذلك أرمي لهم برأسه من فوق السور فالتفت بعضهم إلى بعض وقالوا على من تقاتلوا فتفرقوا جميعهم، ولما شاع الخبر بقتله، أجمعوا البحرية على الخروج إلى الشام، وكان من أعيانهم يومئذ ركن الدين بيبرس البندقدار ي، وقلاون الألفي، وسنقر الأسثقر، وبَيْسري، وسِكر، وبرامق (?)، فشمروا ويلاً وخرجوا ليلاً فوجدوا باب المدينة الذي قصدوا الخروج منه مغلقاً، فأضرموا فيه النار، وهو الباب المعروف بباب القارطين فأحرقوه، وخرجوا منه نحو الشام، فسمي من يومئذ الباب المحروق (?)، وقصد البحرية الملك الناصر صاحب الشام ليكونوا عنده ولما أصبح المعز، بلغه هروبهم من المدينة فأمر بالحوطة على أملاكهم وأموالهم ونسوانهم وغلمانهم واتباعهم، وإسبتصفيت أموالهم وذخائرهم وشؤنهم وخزائنهم، واستتر من تأخر منهم، وحمل من موجود الأمير فارس