* تنفيذ حصار شديد على دمشق وعزلها عن بقية ممتلكاتها.

* تكوين جبهة مناهضة لحكامها (?).

وتنفيذاً للشق الأول هاجم بعلبك، التي كانت إقطاعاً لأنر، ودخلها في شهر صفر عام 534هـ/شهر تشرين الأول عام 1139م ووضع يده عليها (?)، والواضح أن ضمَّ بعلبك في هذه الأونة وحمص وحماة وبانياس والمجدل من قبل، هيَّأ له تحقيق الشق الأول من خطته بعزل دمشق ومنع حكامها من الاتصال ببقية أجزاء الإمارة لطلب المساعدة العسكرية والاقتصادية الأمر الذي سيضعف من مقاومتها إلى حد كبير (?)، وتنفيذاً للشق الثاني قام، بجهود سياسية لتقوية موقفه، فراسل رضوان ابن الولخشي، الوزير الفاطمي، الذي كان في طريقه إلى دمشق هرباً من ثورة الجند عليه وأغراه بالانضمام إليه، وفعلاً استجاب الوزير الفاطمي ومال إلى مساندته (?). ويبدو أن أنر أدرك خطورة هذ التحالف على وضعه الداخلي، فسعى لإحباطه وأرسل أسامة بن منقذ إلى رضوان ليقنعه بالعدول عن هذا التحالف، وبذل له من الأموال ما أغراه (?). وظل عماد الدين زنكي قابعاً في بعلبك حتى (شهر ربيع الأول عام 534هـ/ شهر تشرين الثاني عام 1139م، أعاد خلالها تنظيم أمورها الإدارية وعين عليها نجم الدين أيوب، ثم زحف نحو دمشق، وعسكر في سهل البقاع، ورأى قبل أن يهاجمها استقطاب الأتابك جمال الدين لتسليمه المدينة، مقابل منحه حمص وبعلبك إلا أن هذا الأخير رفض هذا العرض، وسانده رجال دولته وعلى رأسهم معين الدين أنر (?) عندئد اضطر إلى التقدم نحو المدينة وفرض الحصار عليها، ودارت عدة اشتباكات بين الطرفين لم تكن حاسمة إنما جاءت لمصلحة عماد الدين زنكي، الذي أوقف القتال مدة عشرة أيام لإعفاء المحاصرين فرصة أخرى للتسليم (?)،

ويبدو أن جمال الدين محمد اقتنع أخيراً، بعدم جدوى المقاومة، وضرورة حقن الدماء، إلا أنه جوبه بمعارضة أنر فوجد نفسه مضطراً لاستئناف القتال (?). وفي شهر شعبان عام 534هـ/ شهر آذار عام 1140م توفي جمال الدين محمد، مما أتاح لعماد الدين زنكي، في ظل النزاع بين الورثة حول الفوز بحكم دمشق، فرصة مؤاتية لتوجيه ضربة حاسمة ضد المدينة، إلا أنه أنر أسرع بتعيين مجير الدين أبق بن محمد أميراً على دمشق، فاضطر عماد الدين زنكي، الذي ضعفت نفسه وضاق صدره إلى التراجع قليلاً، بعدما رأى إصرار الدمشقيين على المقاومة لكنه استمر حصاره أملاً في إنهيار الحالة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015