الاستيلاء على مدينة طنزة، والسعرد والمعدن (?) وحيزان (?)، وحصن الزوق (?)، وفطليس (?) وباتاسا (?)، وحصن ذي القرنين (?)، وانيرون (?)، وقام بترتيب أوضاع هذه المواقع والحصون، ووضع في كل منها حامية عسكرية لتدافع عنها ضد هجمات الأعداء (?) وأسرع زنكي - بعد انجازه هذه الانتصارات - بالتوجه إلى ميافارقين لتنفيذ الخطة السرية التي رسمها مع شرف الدين حبشي وزير تمرتاش وعسكر بقواته الكبيرة، في إحدى ضواحيها القريبة المسماة (تل بسمي) أملاً أن يقوم حبشي، المقيم في ميافارقين، بفتح الأبواب لدخول قواته والسيطرة على المدينة والقلعة دون إراقة قطرة من دماء، إلا أن الخطة أكتشفت، واتفق رجلان من كبار أعيان البلد ومسؤوليه على اغتيال حبشي وإنهاء الخطر المحدق بميافرقين (?)، فتسللا إلى خيمته ليلاً وضرباه بالسيوف، ثم حملا رأسه إلى تمرتاش في ماردين، وسرعان ما انتشر نبأ الحادثة، فاضطرب جيش زنكي وعمته الفوضى، واضطر قائده إلى الإنسحاب، إذ أن مقتل حبشي المفاجئ جعل من الصعوبة بمكان الاستيلاء على ميافارقين، فقفل عائداً إلى نصيبين (?)
وفي مطلع العام التالي التالي (539هـ توفي داود بن سقمان صاحب حصن كيفا، فخلفه ابنه فخر الدين قرا أرسلان ويبدو أن هذا الأخير لم يكن يتمتع، كأبيه، بمقدرة سياسية أو عسكرية فرأى أن خير وسيلة لإيقاف عماد الدين زنكي هي إعادة التحالف القديم بين إمارتي حصن كيفا وماردين، فقام بالخطوة الأولى في هذا السبيل فصاهر تمرتاش (?) واستغل عماد الدين ضعف قرا أرسلان، فتوسع على حسابه، وضَّم مناطق واسعة من إمارة الحصن، وقد أدَّت العمليات العسكرية التي نفَّذها إلى تعميق الخلاف بينه وبين تمرتاش وبخاصة أنه هاجم قلعتي الجور والسيوان وضمهما إلى أملاكه، بعد أن كان قد منحهما لهذا الأخير والواقع أن عماد الدين زنكي لم يأبه لهذا النزاع بعد أن أضحى مركزه قوياً في ديار بكر، فقَّرر استئناف هجماته على الأملاك الأرتقية، فاتجه إلى آمد في محاولة لضمها إلا أنه أنهمك بمهاجمة