وسُمْرُ العوالي حَوْلَهُ بأكُفَّهم ... تذود الرّدى عنه وقد نام نائمه
ومن دون هذا عُصبةٌ قد ترتَّبت ... بأسهمها بُُرْدى من الطير حائمه
وكم رام في الأيام راحة سَّره ... وهمّتُه تعلو وتقوى شكائمه
وكم مَسْلكٍ أمّن سُبْلَه ... ومسرح حَيَّ أن تراع سوائمه
وكم ثغرِ إسلام حماه بسيفه ... من الروم لما أدركته مراحمه
فمن ذا الذي يأتي بهيبة مثله ... وتنفذ في أقصى البلاد مراسِمُه
فلو رُقيت في كلَّ مصر بذكره ... أراقمه ذلَّتْ هناك أراقِمُه (?)
فمن ذا الذي ينجو من الدَّهر سالماً ... إذا ما أتاه الأمر والله حاتِمُه
ومن رام صفواً في الحياة فما يرى ... له صَفُوَ عَيْشىٍ والحِمَامُ يحاومه
فإيَّاك لا تغبط مليكاً بملكه ... ودعه فإن الدهر لا شك قاصمه
وقل للذي يبني الحصون لحفظه ... رُويدك ما تبني فدهرك هادمه
وفي مثل هذا عبرة ومواعظ ... بها يتناس المرء ما هو عازمه (?)
وقال الحكيم أبو الحكم المغربي قصيدة في رثاء عماد الدين جاء فيها:
عينٌ لا تدخري الدموع وبَكَّي ... واستلهَّي دماً على فقد زنكي
لم يَهَب شخصه الرَّدى بعد أن ... كانت له هيبة على كل تُركي
خيرُ مَلْكٍ ذي هيبة وبهاء ... وعظيم بين الأنام بُزُزكِ
يَهَبُ المال والجياد لمن ... يمَّمَه مادحاً بغير تَلَكَّي
إنَّ داراً تمدُّنا بالرَّزايا ... هي عندي أحقُّ دار بترك
فاسْكُبوا فوق قبره ماء وَرْدٍ ... وانضحُوهُ بزعفران ومسك
أي فتكٍ جرى له في الأعادي ... بعد ما استفتح الرُّها أي فتكِ
كل خطب أتت به نُوَبُ ... الدهر يسيرُ في جنب مصرع زنكي
بعد ما كاد أن تدين له ... الرُّوم ويحوي البلاد من غير (?) شكَّ